مزيد من الفكاهات الشوفينية

TT

لم تقتصر الحزازات الطائفية والقومية علينا فقط في الشرق الأوسط. قلما خلت أمة منها، ونجدها في أرقى الشعوب حضارة ومدنية. أتيت على ذكر نكات الإنجليز عن الآيرلنديين. ولكن للفرنسيين أيضا تقليعاتهم حيال البلجيكيين الذين يعتبرونهم أغبياء ومتخلفين. لاحظ فرنسي بلجيكيا يضع قطعة يورو في ماكينة مرطبات أتوماتية فأعطته علبة كوكاكولا. ثم وضع يورو ثانيا وحصل على علبة ثانية. ثم يورو ثالثا، وتكررت العملية، فقال الفرنسي له: «يظهر أنك تحب الكوكاكولا كثيرا يا سيدي». فأجابه البلجيكي، «كلا. ولكن لماذا أتوقف والماكينة تجود عليّ بهذه المكاسب!»

يكره الهولنديون الطبخ النرويجي. وحدث أن حكمت المحاكم على نرويجي وآيسلندي وهولندي بالإعدام لتهريب المخدرات. جاءوا بهم للشنق فسألوا كل واحد منهم عن آخر رغبة له. قال النرويجي أريد طبقا من سمك الكود مطبوخ بشحم الخنزير. وقال الآيسلندي أريد أن أقرأ قصيدة ملحمية آيسلندية. ثم سألوا الهولندي عما يريد فقال: لي طلب واحد. اشنقوني قبل أن يحضر طبق السمك النرويجي وقبل أن يبدأ هذا الآيسلندي بقراءة الشعر!

وهو في الحقيقة ما أشعر به غالبا عندما أستمع لشاعر عربي يقرأ شعره.

التناحر بين السويديين والنرويجيين ظاهرة معروفة، لا سيما بعد كل الحروب الطويلة التي جرت بين البلدين. ورغم تفوق السويد على النرويج صناعيا وتكنولوجيا، فإن النرويجيين ينكتون على السويديين لضعف عقلهم. قالوا إن شاحنة تحمل عشرة طيور بنغوين تعطلت في طريقها إلى برغن. مرت بجانبها شاحنة سويدية، فتوقف السائق ليعرض مساعدته على السائق النرويجي. فقال له هذا «إذا ممكن تأخذ هذه البنغوينات العشرة إلى حديقة حيوانات برغن». فتطوع، ونقل الاثنان الطيور العشرة إلى الشاحنة السويدية. ومضى سائقها في طريقه. في اليوم التالي، صادف السائق النرويجي زميله السويدي في السوق ومعه شاحنته ما زالت محملة بالبنغوينات العشرة. استغرب فسأله: ما هذا؟ قلت لك أن تأخذ هذه البنغوينات لحديقة الحيوانات. أجابه السويدي «فعلت! واليوم أريد أن آخذها للسينما!»

يجري نفس التحامل الشوفيني بين شعوب أميركا اللاتينية رغم عروقهم الواحدة وديانتهم الكاثوليكية الواحدة. فسكان الأرجنتين يعتقدون أن سكان شيلي مزعجون وسكان الباراغواي أغبياء وسكان بيرو نصابون لا يؤتمنون على شيء. ولكنهم جميعا يعتقدون أن الأرجنتينيين مهووسون بذكوريتهم.

ويرى البرازيليون أن الغباء مستأصل في البرتغاليين. قالوا إن برتغاليا بعث بهدية لصديقه البرازيلي، علبة سيجار مع علبة كبريت. لم يستطع البرازيلي أن يستعمل عيدان الكبريت. فكتب لصاحبه عن ذلك. أجابه قائلا: «عجيب! لقد جربت هذه العيدان واحدا واحدا وكلها اشتعلت!»

تعاني كولومبيا من محنة فقر مستمرة تضطر السكان إلى بيع أثاثهم وملابسهم. اعتادوا على عرضها للبيع بجانب إشارات المرور. سخر البرازيليون من ذلك فقالوا إن الحكومة الكولومبية قررت معالجة مشكلة الفقر بزيادة عدد إشارات المرور في البلاد.