قل لي من فضلك: هل نحن فاهمون؟!

TT

لا تتهم النفس إذا وجدت أن الموقف العربي غير مفهوم.. ومهما حاولت أن تأخذ الموقف من وجهة نظر وطنية أو دولية.. فلا بد من الحديث عن أميركا وإسرائيل.. وإذا فرغت من إسرائيل فلا بد من استخدام اسم بن لادن. وإنهما يدفعان بك كلٌ ناحية الآخر.. والمعنى أنا مش فاهم. هل أميركا هي التي أعدت ودبرت وأدت إلى هذه اللخبطة. وإلى نظريتها التي أعلنتها منذ وقت طويل. نظرية الفوضى الخلاقة. أي الفوضى التي تؤدي إلى الإبداع. وما هو الإبداع؟ الإبداع هو خلق فوضى جديدة وتنظير للأوضاع التي صارت إليها بلاد الثورة. يعني أننا صنعنا الفوضى وأميركا جعلت لك من الفوضى نظاما. والنظام: تعالوا إلى أميركا أو عد لأميركا.

أين الإبداع في ثورة ليبيا؟ أين الإبداع في ثورة تونس وفى اليمن وسوريا ومصر؟

إذن نظرية الإبداع لم تتحقق بعد. فما هذا الذي نحن فيه ولا نفهمه، ونتوجس خيفة مما سيحدث اليوم وغدا في البلاد الثائرة. ولكن إذا كانت الفوضى الخلاقة من صنع أميركا وبن لادن. فأين المفر وأين الحل. أميركا تريد أن تدفع الدول إلى إسرائيل. وعلى الدول وحدها أن تواجه إسرائيل.. أو هي إسرائيل تريد أن تدفعها بعيدا عن أميركا. فمن أين نتلقى المساعدات الاقتصادية غير المشروطة.

وخلاصة الرأي في هذه النظريات أن الوضع لا يزال مضطربا وأنه ليس مفهوما، وأن الشعوب في انتظار (جودو) بطل المسرحية الفرنسية الشهيرة (في انتظار جودو) والممثلون جالسون يتناقشون ويتفلسفون أصلا في أن يجيء جودو ليحل كل المشاكل. ويحل المعضلة الأبدية؛ أن يكون من أتباع أو حتى أصدقاء بن لادن وقريب من أوباما. كيف؟ لا أحد يدري. فما هو شكل الرئيس القادم لمصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن. إن في مصر أسماء يرون في أنفسهم الأهلية ليكونوا رؤساء. نحن حتى الآن لا نعرف من سيكون الرئيس. وإن كان من حق كل إنسان أن يكون رئيسا ما دام قد استوفى الشروط القانونية.. وفي مصر اختاروا عمرو موسى وهو من اختيار المطرب الهزلي شعبان عبد الرحيم.. والبرادعي حاصل على جائزة نوبل في قضايا لا علاقة لها بحكم الشعب.. ولذلك تخلت الجماهير عن هؤلاء لأنهم بلا تجربة شعبية.. فالناس لا يعرفونهم ولا هم كانوا من الناس..

إذن من؟ الجواب: لا نعرف. لا هم ولا نحن!