توفيق الحكيم.. عنده سؤالان!

TT

الشكوى: عادة..

وليس من الضروري أن يكون هناك سبب قوي لذلك.. فأينما ذهبت فالناس يشكون ويكون للشكوى شكل خاص هو: اتهام أنفسنا بكل سيئات الدنيا.. فإذا حاول أحد منا أن يفتح نافذة للهواء المنعش أو النور، امتدت ألوف الأيدي تغلق النافذة، ثم نشكو من الهواء الفاسد ومن الظلام!

ما الذي يقوله الأدباء؟

لا أعرف.. ولكن اسألهم.. ما الذي يتغنى به الشعراء؟ لا أدري.. وعليك أن تستوضح إن وجدت أحدا..

وما الذي يشغل المفكرين السياسيين؟

لست على يقين مما يقولون.. إنهم يتابعون الأحداث.. فالأحداث اليومية هي التي خطت لهم الطريق.. وهم يلاحقونها ويطاردونها إلى أن تقع أحداث أخرى.. وهي جميعا تشدنا ونشد بها الناس، ونحرص على ذلك، والناس أيضا.. إما أنها قريبة منا وإما بعيدة عن مشكلاتنا الحقيقية، فهذه قصة أخرى.

لأن الهدف هو أن يكون القارئ مشدودا متوترا مثارا مأخوذا مسلوبا شاكيا باكيا.. وأن يوفر له الكاتب القدر المطلوب من الإثارة والشطة والنار.. وهكذا يلتقي الكاتب والقارئ في حالة واحدة: أن يلهث الجميع!

والنتيجة: ضوضاء لونية وفكرية وضباب يخفي الطريق ويدفن الهدف.. واليوم مثل الغد، هذا الأسبوع كالذي يليه.. فكل أيامنا يوم واحد غارق في «الشبورة» الإعلامية!

وإذا وجدت أناسا ينفخون في الطريق، فليس لأن الدنيا حر، وإنما هم يحاولون أن يزيلوا الشبورة التي طلبوها وصنعوها، لعلهم يرون أوضح!

هل نضحك على حالنا؟ لا أظن..

هل نبكي؟ يمكنك ذلك!