إلا إذا كان لك رأي آخر!

TT

لو قلت أنت: أنا لا أعرف ما الذي تريده المرأة بالضبط.. فسوف يكون الرد عليك أنك لا تعرف وأنك بلا تجربة.

ولو قلت أنا: بعد كل هذا الذي عرفت وقرأت وجربت فلم أعد أعرف ما الذي تريده المرأة بالضبط.. لقال كثيرون إنني لا أزال عدوا للمرأة!

ولو قال الأستاذ العقاد:

«خنها ولا تخلص لها أبدا

تخلص إلى أغلى غواليها»

لكان التعليق أن: العقاد هو الآخر كاره للمرأة.. لأنه عرف نوعية رديئة من النساء أو لأنه عرف الكثيرات وكانت النتيجة واحدة.. وهي أن الرجل يجب أن لا يخلص للمرأة.. فإذا أخلصت لها هربت منك.. وإذا خنتها جرت وراءك.

ولكن إذا بعث رجل عالم جليل مثل عالم النفس فرويد خطابا إلى ماريا أخت نابليون يقول لها: «بعد ثلاثين عاما من الدراسة والبحث والتأمل والتجارب وسؤال ألف امرأة وامرأة.. أصارحك بأنني لا أعرف بالضبط ما الذي تريده المرأة!».

وعندما سئل الأديب الروسي تولستوي عن رأيه في المرأة.. زوجته مثلا التي هرب منها.. وهو على فراش الموت بعيدا عنها حتى لا تكون آخر وجه يراه.. قال: لن أقول رأيي في المرأة إلا بعد أن أتأكد أنهم أقفلوا باب قبري بإحكام شديد!

والمشكلة مع المرأة أنك حين تتوقع الإنسان يظهر لك الوحش.. وحين تنتظر الوحش تفاجأ بالطفل.. وحين تداعب الطفل تطالعك الأنثى.. وفي جميع الأحوال أنت لا تعرف أيهم المرأة.. ومتى تكون وحشا أو إنسانا!

وأستاذنا العظيم سقراط كان يعود إلى البيت مهدود العقل.. فقد ظل طوال الوقت يناقش مبادئ الفلسفة والأخلاق والكون مع تلامذته.. فإذا عاد إلى البيت طالعته زوجته قائلة: هل أتيت بالشبشب الذي تركته عند الجزمجي من ستة أشهر؟!

فلا يرد.. فقد نسي ذلك تماما.. وتنتهز هذه الفرصة وتأتي بطشت ماء قذر وتلقي به على رأسه.. ويضحك الفيلسوف العظيم ويقول: إن زوجتي كالسماء تبرق وترعد ثم تمطر!

ولكن الذي قاله سقراط عن المرأة بعد ذلك هو أسوأ وأعنف نقد وجهه فيلسوف إلى المرأة وظل يسيطر على أفكار الرجل أكثر من ألف سنة!