حرب الملاحظات الدقيقة!

TT

الفأر الصغير من الممكن أن يضايق الأسد!

ووجود مسمار في حذائك من الممكن أن يثير أعصابك، فإذا ثارت أعصابك فلست بعيدا عن الغضب.. وإذا غضبت فمن الصعب أن تكون عادلا مع نفسك أو مع غيرك. ولا يوجد إنسان لا يشعر بشيء كالمسمار في حذائه أو ملابسه أو بيته أو عمله.. لذلك فأنت «تتعايش» مع الناس وقد أوجعتهم أشياء كثيرة صغيرة.. وأشياء كثيرة كبيرة أيضا!

وربما كانت الأشياء الصغيرة هي التي توجع أكثر.. ولكن المشكلة التي تواجهنا هي كيف نعرف هذه الأشياء الصغيرة؛ فالإنسان بسبب اضطراب أعصابه لا ينظر إلى الأشياء الصغيرة، وإنما يبحث عن الأشياء الكبيرة، وهذا يضاعف متاعبه.

وربما كانت زوجة نابليون من أذكى النساء عندما اكتشفت أن سر تعاستها مع زوجها بسيط جدا.. فقد لاحظت أنها في كل مرة تتوجه إليه بطلب يرفضه فورا. وبدأت تتشكك فيه.. وبدأت تبحث عن نساء أخريات في حياته.. وأخيرا وجدت الشيء الصغير. فقد اكتشفت أنها في كل مرة تتحدث إليه يكون واقفا وتكون هي جالسة، فعكست الوضع. وراحت تتحدث إليه وهو جالس، أي وهو أكثر هدوءا واسترخاء.. وكان لا يرفض لها طلبا!!

فالعلاج سهل.. لأنه شيء صغير!

والإسكندر الأكبر عندما تحداه رجال البلاط أن يركب واحدا من الخيول المتمردة اهتدى إلى شيء صغير جدا. فقد لاحظ أن هذا الحصان يخاف من «خياله» يخاف من ظله.. فكل الذين ركبوا الحصان كانوا ينطلقون عكس اتجاه الشمس، فكانت الشمس تجعل له ظلا أمامه.. وكان يخاف منه، فجاء الإسكندر وركب الحصان في مواجهة الشمس.. فاختفى الظل.. وأتعبت الشمس عيني الحصان فكان أكثر استسلاما.

والمثل الشعبي الذي يقول إن «النواة تسند الزير»، معناه أن الشيء الصغير يسند الشيء الكبير.. ومعناه أيضا أن هذا الشيء الصغير إذا نزعناه من تحت الزير.. فإن الزير يسقط!

إنها إذن بعض الأشياء الصغيرة التي تدحرجنا إلى المصائب الكبيرة!