عبقرية الإنسان وعظمة الله!

TT

العصر الذي نعيش فيه هو عصر العقل الإلكتروني.. أي العقل الذي ينقل إليه الإنسان جزءا من معلوماته العقلية.. ويتركها هناك تحت أمر من يريدها.. والعقل الإلكتروني يضم خلاصة ما في عقول ملايين الناس في كل فروع المعرفة الإنسانية! في العلم والفن والأدب والدين والفلسفة والتاريخ.

وإذا كان الله قد خلق الإنسان على صورته.. أي عاقلا روحيا.. فإن الإنسان قد (خلق) العقل الإلكتروني على صورته هو.. أي ماديا حديديا.

وعن طريق دراسة الإنسان لأعصابه هو وأعصاب الكثير من الحيوانات مثل الضفادع والقرود.. عرف الإنسان سر تكوين الأعصاب وسر تكوين قدرتها على الاحتفاظ بالمعلومات.. وكيف تدخل المعلومات إلى أعصاب الإنسان.. وكيف يتم تنظيمها.. ثم كيف يتم اختزانها.. ثم كيف يمكن استدعاؤها في أي وقت.

ولا شك أن اتساع مجالات العلم قد جعل من الصعب على أي إنسان أن يعرف كل شيء عن أي شيء.. ومن المستحيل طبعا أن يعرف الإنسان كل شيء عن كل شيء.. فالتخصص في العلم جعل عالم الكيمياء لا يعرف شيئا آخر غير الكيمياء.. وعالم التاريخ يتخصص فقط في التاريخ.. وهذا التخصص جعل العلماء يشعرون بالغربة أو الجهل إذا تعرضوا لمجالات أخرى غير مجالاتهم.. فهم كالذي لا يعرف إلا لغة واحدة.. فإذا سافر إلى بقية بلاد العالم فإنه لا يعرف التفاهم مع أحد.. ولذلك كان لا بد من البحث عن طريقة سهلة لتوصيل المعلومات إلى العلماء في كل المجالات. فالعالم الذي يدرس الأسماك في حاجة إلى معرفة جاذبية الأرض.. والأشعة الكونية.. وملوحة الماء وتقلبات الجو.. وهو لا يستطيع أن يلم بكل هذه الأشياء.. وهنا فقط يمكن أن يتدخل العقل الإلكتروني.

إن الإنسان قد جعل الآلة صورة منه.. جعل عدسات المراصد بدلا من عينيه.. وجعل الصواريخ بدلا من ساقيه.. وجعل الرادار بديلا عن أذنيه.. وهذه العقول الإلكترونية تنوب عن عقله.. ولكن هذه العقول لا تستطيع أن تفكر وتبدع.. إنها فقط «تعيد» ما أعطيناها.. وهي عاجزة عن خلق عقل إنساني!!

والعقل الإلكتروني دليل على عبقرية الإنسان.. والعقل الإنساني دليل على عظمة الله!