عندما يشم العريس أزهار جنازته

TT

حضرت محاسبة بين شريكين بدأت هادئة ثم تحولت إلى مشادة، ثم ملاسنة، وفي النهاية كادت تتحول إلى التماسك بالأيدي، خصوصا أن كل شريك يحمل الأخطاء على الآخر، متهما إياه بالتسبب في خسارة الشركة، وأدهى وأمر من ذلك أن كل واحد منهما يبرئ نفسه ولا يريد أن يتحمل الخسارة.

وحيث إنني كنت الوحيد الجالس بين هذين (الضبعين)، وخوفا من أن تمتد أيديهما على بعضهما البعض فينالني - لا سمح الله - شيء من تهورهما، ما كان مني إلا أن أصيح بهما طالبا منهما الهدوء والتوقف عن (اللجلجة). وما هي إلا أقل من دقيقة على التوقف، حتى استغللتها فرصة، قائلا لهما: أنتما تذكرانني باثنين يلعبان (البوكر) - أي القمار - في سفينة غارقة.

وما إن تفوهت بجملتي هذه حتى زاد سعارهما، فما كان مني إلا أن أتركهما ليأكلا بعضهما البعض، وخرجت سريعا من الغرفة، طلبا للسلامة وطلبا للنجدة من الموظفين والمستخدمين ليدخلوا عليهما للحيلولة دون أن يقتل أحدهما الآخر.

اندفع الجميع فعلا للدخول إلى المكتب، فيما اندفعت أنا للخروج من باب الشركة نهائيا، مضحيا بنصيبي المادي المتفق عليه والذي كنت آمله منهما كفاعل خير يريد أن يصلح بينهما وأن يصلا إلى حل وسط في تصفية الشركة، وهو لا يزيد على (2.5 في المائة) من التصفية يا حسرة.

* * *

تأكد لي يقينا بعد زيارتي لأحد المرضى أمس، أن المستشفى هو المكان الذي يقصده أصدقاء المريض، ليتحدثوا إلى أصدقاء الآخرين.

* * *

هل تعلمون من هو ثقيل الدم؟! إنه الشخص الذي يصر على أن يحدثك عن نفسه، في الوقت الذي تريد أنت فيه أن تحدثه عن نفسك.

* * *

قابلت امرأة وسألتها عن زوجها الذي أعرف أنه ذهب في رحلة صيد.

قالت: لقد كان حسن الحظ في رحلته التي قام بها للصيد، وأبشرك أنه عاد حيا.

* * *

تشاءمت من رجل كان يجلس بجانبي في صالة زواج، وكان يواجهنا العريس والأزهار تحوطه من كل جانب، فانحنى على أذني ذلك المشؤوم هامسا وهو يقول: الزفاف هو جنازة يشم فيها العريس أزهاره بنفسه.

[email protected]