من الأحكام الغريبة قديما يقال:
أنه في بلدة (دبر يدسن) بالمجر كان هناك شحاذ بساق واحدة، إذ بترت له ساق في عملية جراحية، وحدث أخيرا أن عربة ترام دهسته فقطعت ساقه الأخرى، وعندئذ رفع دعوى على شركة الترام يطالبها بتعويض، غير أن المحكمة التي نظرت دعواه حكمت برفض طلب التعويض وقالت في حيثيات حكمها ما يأتي:
«حيث إن التسول كان مهنة المدعي قبل وقوع حادثة الترام ولم يكن له سبيل آخر يستمد منه رزقه، وحيث إن قطع ساقه الأخرى ليس من شأنه أن يجعله عاجزا عن كسب قوته بل إنه بالعكس فهو أمر يدعو إلى زيادة شفقة الناس عليه وبالتالي إلى زيادة رزقه، فلهذه الأسباب حكمت المحكمة برفض طلب التعويض».
أي باختصار، عليه أن يحمد ربه أن حصل له ذلك، ومثلما نقول نحن: (جات منك يا جامع)، لهذا يحق لنا أن نشيد بتلك المحكمة هاتفين: (يحيا العدل).
* * *
أروع دعاء سمعته في حياتي هو من رجل لا أعرفه كان يصلي بجانبي في المسجد، وعندما أنهى صلاته رفع كفيه بضراعة بالغة، فحمد الله وأثنى عليه ثم سمعته يقول بصوت مرتفع: اللهم يا ربي يا حبيبي أنقذني من الناس، فرددت من ورائه لا شعوريا: آمين، آمين.
* * *
هل صحيح أنه لا شيء أقوى من اللين؟!، أعتقد أنه صحيح (أحيانا).
* * *
اسمحوا لي أن أختم فقرات مقالي لكم اليوم ببيت الشعر هذا الذي استعرته من (جناده العذري)، وهو يعبر بصدق عن حالتي العاطفية (المهترئة) التي أعيشها في هذه الأيام:
لو جُزَّ بالسيف رأسي في مودتها
لمرّ يهوي سريعا نحوها رأسي