هكذا هن النساء

TT

حدثني (كُمساري) متقاعد لم يبق من أسنانه غير (12) سنا بالعدد - وقد أحصيتها سنا بسن - قال، لا فض فوه: أذكر أن إحدى الراكبات فتحت يوما حقيبة يدها، وأخرجت كيس النقود، ثم أغلقت الحقيبة، وفتحت الكيس وتناولت منه قطعة من النقود وأغلقته، وفتحت الحقيبة ووضعته فيها، ثم سلمتني النقود فقطعت لها التذكرة وأعطيتها الباقي.

وهنا فتحت حقيبة اليد وأخرجت منها كيس النقود. ثم أغلقت الحقيبة وفتحت الكيس ووضعت فيه النقود الباقية وأقفلته. ثم فتحت الحقيبة ووضعت فيها الكيس وأغلقتها.

وتلفتت حولها فرأت أنها تركت المحطة التي كانت تنوى النزول فيها.

فقلت له: هكذا هن النساء، اسألني عنهن، ووالله ثم والله الذي لا إله غيره، لو أنني حضّرت رسالة دكتوراه فيهن، لأخذت مرتبة الشرف الأولى، والحمد لله أنني لم ولن أفعل، لأنني باختصار لست بناقص غلب، (ففيني ما يكفيني).

* * *

من ذكرياتي التي لا تستحق أن تكتب، ولكنني مع ذلك لا بد أن أرويها لكم لكي (أنغّص) عليكم أولا، ثم لكي تعرفوا مستوى أصدقائي الأغبياء الذين رماهم الزمان بحلقي ولا أستطيع الفكاك منهم.

لهذا استحملوني ولا تدعوا عليّ إذا قلت لكم: إنني قبل شهر كنت راكبا مع أحدهم في سيارته التعبانة وحدف معه (الدركسيون)، واصطدمنا بحاجز إسمنتي بجانب الرصيف، ومن حسن حظي أنني كنت رابطا الحزام حول صدري كعادتي، لهذا لم ينلني غير أن (عقالي) المبجّل طاح من على رأسي، فيما أن صديقي أصيب بكدمة في عينه وبعض الإصابات في جسمه المترهل، واضطررت أن أُنحيه جانبا، وانطلقت بالسيارة إلى المستشفى، وعندما دخلنا إلى غرفة الطوارئ لعلاجه، كان لزاما عليه هو أن يملأ البيانات المدرجة التي قدمها له الممرض المسؤول التي من ضمنها: هل أنت متزوج؟!

فأجابه: نعم، ولكن هذه الإصابات كانت من حادث السيارة، وليس من زوجتي.

عندها فقط أخذني الخيال إلى منزله وإلى زوجته وبدأت أسأل نفسي: ماذا يا تُرى كانت تلك (الوليّة) تفعل به في غرفة النوم، والباب مغلق عليهما (بالترباس) ورأسها برأسه؟!

[email protected]