هل كان فشل سياسة أوباما الاقتصادية أمرا محتوما؟

TT

لدى عرزا كلين تحليل منطقي بشكل عام لفشل إدارة أوباما في الاستجابة بالقوة الكافية للأزمة الاقتصادية. بشكل عام، يقول إن هناك رد فعل كافيا من الناحية الاقتصادية يتجاوز حدود ما هو ممكن من الناحية السياسية. وبشكل عام، أحاول أن لا أنظر كثيرا للوراء، والسؤال هو ماذا يجب أن نفعله الآن؟ ما زلت أعتقد أن هذا أمر يجب النظر فيه.

بالطبع ثمة كثير من الجوانب المهمة في افتراض عزرا. لكني أعتقد أنه يبعد اللوم عن أوباما وإدارته بدرجة كبيرة، ثمة بعض النقاط المحددة يجب أن نشير إليها:

1- أعتقد أن الكثير تم استخلاصه من حقيقة أن التعديلات اللاحقة قد أظهرت أن الاقتصاد كان في وضع سيئ في أوائل عام 2009، وهو الأمر الذي أدركناه حينها. كان هناك بالفعل كثير من الأدلة التي كانت في صيغة رديئة واحتاجت لدعم أكبر من الإدارة المقترحة، ومثلما يعرف القراء المعتادون، ليس هذا إدراكا متأخرا. فقد كنت شديد الاهتياج حيال هذا الأمر في ذلك الوقت.

2 - التوقع الذي افترض حدوث تحسن سريع، حتى من دون محفز كان مصدرا عميقا للإحراج، وما زال غير مفهوم بالنسبة لي. لدينا مبررات كثيرة تدفعنا للاعتقاد بأن هذه الأزمة الاقتصادية ستنتهي إلى امتداد، ليس فقط بتفسير نظرية «رينهارت روغوف»، لكن في آخر دورتي عمل في الولايات المتحدة. كنت أحذر من حدوث ذلك.

3 - هذا بدوره يعني أن التركيز على السياسات سريعة التأثير لم يكن صائبا. فلم يكن هذا النوع من السياسات بدرجة الأهمية التي بدا عليها. وكان الحافز سيكون أقرب كثيرا لما هو كاف، لو كان الجانب الأكبر منه يضم تقليل نفقات البنية التحتية وليس خفض الضرائب.

4 - كانت الإدارة شديدة السذاجة من الناحية السياسية في اعتقادها أن بإمكانها العودة بسهولة للقيام بحافز جديد، إذا ثبت أن الحافز الأولي غير كاف، وأؤكد مرة أخرى على أن هذا ليس نوعا من الإدراك المتأخر للأمور بعد وقوعها، فقد كنت مهموما بهذا الأمر أيضا منذ البداية، فإذا كانوا يتوقعون حدوث هذا الأمر، كما كان ينبغي عليهم أن يفعلوا، فقد كان ينبغي عليهم أن يضعوا الأسس التشريعية لإجراء جولة ثانية من التحفيز.

5 - وحتى مع عدم وجود هذا الأساس، فقد كنت أشعر أن هناك مساحة لاتخاذ المزيد من الإجراءات في خريف عام 2009، وأن الإدارة قد امتنعت حتى عن مجرد المحاولة.

6 - وبالإضافة إلى ذلك، فإن إصرار الإدارة على أن الحافز كان كافيا، لفترة طويلة بعد ثبوت مدى صغره الشديد، أدى لوقع الكثير من الضرر السياسي، ولنتذكر في هذا الشأن «صيف الانتعاش».

7 - كانت الاستجابة السياسية لمشروع قانون الوظائف الجديد جيدة جدا، مما يوحى بقوة بأن «التحول» من توفير الوظائف إلى خفض العجز في أوائل عام 2010 كان خطأ كبيرا، وعلى الرغم من أنه من المحتمل، بل ربما كان من الأرجح، أن لا شيء كان سيتم تمريره، فإن البيت الأبيض كان سيثبت وجهة نظره لو أنه أتهم الجمهوريين بوقوفهم ضد خلق فرص عمل جديدة، بدلا من تبني خطابهم.

ربما كان عزرا مصيبا في أن أيا من هذا لم يكن ليشكل فارقا كبيرا، ولكن البيت الأبيض كان ضعيفا ومرتبكا في مواجهة كارثة سياسية واقتصادية، في الوقت الذي كان ينبغي فيه أن يواجهها بكل قوة.

ولا يزال ينبغي عليه أن يتخذ موقفا حاسما، فعلى الرغم من أن فرص النجاح قد تبدو أقل مما كانت لو أن البيت الأبيض كان قد اتخذ موقفا قويا قبل عامين، فإن الفرصة لم تضع بعد.

* خدمة «نيويورك تايمز»