دعها تتحدث تحبك!

TT

كلما منح الرجل محدثته متسعا كافيا من الوقت للتحدث، زادت فرصة محبتها له. هذا ما أظهرته دراسة علمية لأحد أشهر المراكز العلمية في العالم (MIT) بولاية بوسطن الأميركية، إذ حلل الباحثون محادثات بين الرجال والنساء لمعرفة مدى ميل كل منهما إلى الآخر، حيث أعطي كل رجل وامرأة فيها دقائق قليلة ليتعرف أحدهما إلى الآخر، وأن يقررا ما إذا كانا يرغبان في الالتقاء مرة أخرى. وكانت النتيجة أن النساء انجذبن أكثر نحو الرجال الذين استخدموا كلمات «مشجعة على الاستمرار في الحديث»، مثل: «صحيح» و«OK» و«I see» وما شابهها. وتبين للباحثين أن بعض الرجال استخدموا هذه الكلمات بمعدل خمس مرات في خلال خمس دقائق، في حين استخدمها آخرون أكثر من ثلاثين مرة في الفترة الزمنية نفسها.

هذه الدراسة العلمية، التي ذكرتها في كتابي «المرأة تحب المنصتين» تنطبق على واقع كثير من النساء، إذ نلاحظ، نحن معشر الرجال، كيف تتفتح أسارير المرأة حينما نمتنع عن مقاطعتها ونترك لها مطلق الحرية في التحدث واختيار ما تشاء من مواضيع، ونكتفي نحن بالتفاعل الصادق من خلال تعبيرات الوجه وإيماءات الجسد والكلمات المشجعة على مواصلة الحديث.

وعندما يتذكر أحدنا كيف كان يتحدث إلى محبوبته في ذروة أيام الخطوبة أو الزواج المفعمة بالمشاعر والأحاسيس الجياشة، تتضح له الصورة المقصودة، حيث كان عفويا وصادقا في حسن إنصاته إليها ومنحها وقتا للتحدث المريح.

صحيح أن معدل الكلمات التي يتفوه بها النساء في اليوم الواحد هو ثلاثة أضعاف معدل كلمات الرجال، كما أشارت أكثر من دراسة، غير أننا، معشر الرجال، لا نريد أن ندفع ثمن ذلك، وندعو بنات حواء إلى أن يرأفن بحالنا كرجال، لأننا نحب «زبدة الموضوع»، كما يجدر بهن أن يمنحننا وقتا كافيا للتحدث والتعبير عن مكنوناتنا، فالرغبة في الإنصات لدينا لها حدود.

وبصورة عامة، يحب المرء مجالسة من يفسحون له المجال للتعبير عما يجول في خاطره، من دون إطلاقهم لأحكام مسبقة عليه أو مقاطعات غير مبررة، غير أن حب كثير من النساء للحديث المسهب يجب أن لا يثير ضجر الرجل، بل حري به أن يستغله للتقرب إلى جليسته.. بآذان صاغية.