الباشا.. صاحب «أجندة»؟

TT

من المصطلحات التي انتشرت بكثرة في مرحلة الربيع العربي ما يعرف باسم «أصحاب الأجندات»، وهي تضاف لقائمة «فلول» و«إسقاط» و«ارحل» و«تباطؤ» و«تواطؤ» و«تجريف الثورة» و«جرذان» و«زنقة».

اليوم نتحدث من موضوع «الأجندة» أو «الأجندات».

«الأجندة» بالمصرية العامية هي تلك المفكرة أو الرزنامة التي تحتوي على مواعيد اليوم وأيام العام التي يدون فيها الإنسان مواعيده ويتعرف بها على تواريخ الأيام.

وكلمة Agenda بالإنجليزية تعني أن يكون للإنسان أهداف أو مصالح محددة بشكل دقيق.

وتم استخدام مصطلح «أجندة» في الثورات العربية بأشكال مختلفة من قبيل الأنظمة أو المعارضة.

المعارضة استخدمته للتدليل على أن الحاكم له أجندة شريرة تقوم على الفساد والاستبداد والتحضير لعمليات قمع منظم ضد الفعل الثوري.

أما الحكام والأنظمة فقد استخدموا هذا المصطلح للتدليل على أن المعارضة - هي أيضا - لديها مشروعات شريرة لإسقاط الشرعية الحاكمة باستخدام وسائل من العنف والفوضى والترويع.

ولعل أكثر استخدام مصطلح «الأجندة» هو نسبها إلى كونها أجندات خارجية، بمعنى أن يتم تجريح النقاء الثوري للمتظاهرين من خلال ربطهم بعمليات تحريض وتمويل من قوى خارجية.

وهكذا يصبح أصحاب الأجندات الخارجية، وفق رأي الحكام، عملاء في يد قوى أجنبية تسعى إلى إسقاط الأنظمة المستقرة. وقد استخدم ذلك في تونس وليبيا ومصر واليمن والبحرين، للتشكيك في نوايا الثوار وأهدافهم.

والنقطة التي أريد أن أتوقف أمامها هي محاولة تحليل معنى هذا المصطلح، لأنه إذا كان معناه هو وجود مصالح أو أهداف محددة فإن ذلك أمر لا يشين صاحبه!

كل منا لديه مصنع أجندات في حياته منذ أن تلده أمه حتى يتوفاه الله.

الإنسان الطبيعي لديه أهداف ومصالح يسعى لتحقيقها شريطة ألا تكون بوسائل حرمها الله أو جرمها القانون.

فإذا كان اتهام المعارضة أنها تريد أن تصل إلى الحكم، فهذا أمر شديد الهزلية، لأن أي معارضة شرعية في العالم تسعى كي تحكم حتى تطبق برامجها.

وإذا كانت أجندة رجال الأعمال هي السعي إلى الربح، فإن هذا الأمر ليس سبة أو عورة ما دام يتم وفق القانون والإجراءات النظامية ومقاييس الحلال والحرام التي شرعها الله.

وإذا كانت أجندتي الشخصية هي أن أعبر عن رأيي فإن ذلك لا يعد تهمة ما دمت أقوم به من خلال مراعاة لربي وضميري المهني واحترام للقانون.

يا عزيزي كلنا أصحاب أجندات!