والآن.. هل تبحر سفينة البحرين؟

TT

فاجأ تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية في البحرين الجميع.

التقرير كما ورد في الأخبار يقع في 500 صفحة، لكن، حسب الخلاصات الأولية، فإنه انحاز لرواية المعارضة الشيعية في جوانب كبيرة، وأيضا انحاز لرواية الطرف الآخر في جوانب أخرى.

قال التقرير إن الحكومة أفرطت في استخدام العنف ضد المتظاهرين، وإنه لا يوجد دليل على ارتباط المعارضة بإيران.

وفي المقابل نفى الدكتور بسيوني، رئيس اللجنة، أن يكون لقوات «درع الجزيرة» دور في القمع الأمني، حاصرا وظيفتها في ما أعلنت هي عنه، وهو حماية المنشآت العامة ومقومات الدولة، وهذا ما لا يتناسب مع الدعاية التي تبثها قناة «العالم»، مثلا، وأشباهها من القنوات سواء الإيرانية أو شبه الإيرانية، أو الدولية.

بسيوني قال في حديث لقناة «العربية»، في ما يخص إيران، واتهامها بالتدخل في أحداث البحرين «إن ما حصل من إيران كان حملة إعلامية لتأييد المعارضة، وهو غير كاف لاعتبار ذلك تحريضا»، وإن «الحكومة لم تقدم أي دليل على أن هناك تمويلا من إيران لأشخاص داخل البحرين، وربما يعود ذلك لأسباب أمنية».

وفي ما يخص رفض المعارضة للحوار الذي دعا إليه ولي العهد البحريني، الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، قال بسيوني «إن المعارضة خسرت هذه الفرصة التي كان يمكن أن تجلب إصلاحات للبلد»، مشيرا إلى أن «جمعية الوفاق كانت تنظر إلى الشارع، وتجد أن لها قوة كبيرة، وكانت تتوقع أن الشارع سيفرض نفسه وبالتالي يؤدي لنتائج أكبر لها».

بسيوني ألقى خلاصة تقريره أمام العاهل البحريني، وأمام عدسات التلفزيون، ثم قدم تقريره كاملا إليه، وتقبله ملك البحرين قبولا حسنا، رغم ما يحمله من إدانات قاسية لأداء الحكومة البحرينية في الأزمة. ووعد الملك حمد بأخذ المسؤولية على محمل الجد.

التقرير في الحقيقة قفزة كبيرة إلى الأمام في العملية السياسية البحرينية، ونقطة مضيئة تسجل لحكومة البحرين، حتى وإن رأى البعض أنه كان متحاملا على الطرف الحكومي، أو بلغة الطوائف على القاعدة الشعبية السنية الموالية للحكم في البحرين.

خلاصة ما يخرج به الإنسان من واقع القراءة الأولية لنتائج تقرير لجنة بسيوني، هي أنه ينطبق عليه المثل العربي الشائع «لا يقتل الذئب.. ولا تفنى الغنم»!

الآن، حصلت المعارضة الشيعية - ومن يؤيدها في الخارج - على ما تريده «معنويا»، وتمت تبرئتها على يد اللجنة من تهمة الارتباط بإيران، حسبما تريد هي، وتم توبيخ الأجهزة الأمنية، ويجب أن تدرك أن هذا يعتبر أمرا قاسيا، و«غير مألوف» في المنطقة، فعليها أن ترد التحية بأحسن منها، وأن تتخلى عن التقوقع في مكان الضحية، وأن تنخرط في العملية السياسية تحت السقف «مملكة» البحرين. هذا إن كانت تريد فعلا مجرد الإصلاح من داخل البيت.

لدى المتابع الكثير ليقوله حول معنى وتفسير الحملات الإعلامية الإيرانية المتتالية على البحرين منذ عدة أشهر، لكن حسبنا، وحسب الجميع، ما قاله التقرير الدولي، وليس المهم من أخطأ ومن أصاب، المهم أن تبحر سفينة البحرين بسلام.

[email protected]