الذوق الرفيع

TT

أحزنني، لا، لا، لا آسف، ليس أحزنني فقط ولكنه قتلني وأنا ما زلت حيا، وذلك عندما كنت أشاهد التلفزيون بمقابلات تلفزيونية على الهواء مباشرة مع المفتي عندما سأله أحدهم من الصومال قائلا:

إنني أحد مسلمي الصومال، هل يجوز صيامنا من دون سحور أو فطور؟!

* * *

تلقى رئيس تحرير مجلة (لايف) هذا الخطاب من أحد القراء:

عزيزي مستر لوس: كانت زوجتي تعتزم هجري ثم حدث أن قرأت قصتك التي كتبتها في مجلة (لايف) عن قضية طلاق، وقد عادت الآن تقول إنها تنوي البقاء معي، فأرجو إلغاء اشتراكي من مجلتكم!!

ماذا تفهمون من هذا الجواب؟!

صحيح (الرجالة معندهمش أمان)، الحمد لله أنني لست منهم - أقصد لست من الذين ليس لهم أمان.

* * *

أعرف رجلا أعجب بفتاة وحاول أن يستميلها، بل إنه لم يتورع عن خطبتها، في حين أنها لم تبادله ذلك الإعجاب والقبول، وهذا شيء طبيعي وعادي، فما أكثر المحبة والإعجاب التي تكون من طرف واحد فقط، غير أن ذلك الرجل من (تلامته) قابل تلك الفتاة بشكل أو بآخر، وقدم لها علبة أنيقة فيها (دبلة الخطوبة) معتقدا أن (قناعتها) سوف تطيح، وتغير رأيها وتقبل به، غير أنها جابهته وصدته بأدب قائلة له: إنني لا أعرف كيف أجيبك، لأنني بصراحة أحب شخصا آخر.

فسألها: ما هو اسمه؟!

فقالت: هذا مستحيل، لأنني لا أريد أن أكون السبب في شجاركما.

فأجابها بسرعة بديهة أحسده عليها عندما قال لها:

لا، لا يا عزيزتي، أرجوك لا تفهميني «غلط»، فكل ما في الأمر ببساطة: أنني أود أن أبيعه هذه الدبلة.

* * *

حدثني أحدهم عن إحداهن أنها حدثته عن ذلك الذي يطلب (القرب منها) - أي يريد أن يخطبها - أنها قالت: إنه معجب بي كثيرا، معجب بصوتي وعيوني وشعري وقوامي وحتى (بالغمازة) التي في خدي، إنه باختصار معجب بشكلي كله، فسألتها: وأنت ماذا يعجبك فيه؟!

فأجابت سريعا: ذوقه الرفيع فقط لا غير.

فقلت لمحدثي ممكن تعطيني رقم تليفونها لأشكرها على ذكائها الرفيع فقط لا غير؟!