منطقة مكة المكرمة.. والغد

TT

أقدم أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل على خطوة إدارية لافتة ومهمة وطرح المخطط الأقليمي وهو الذي يمثل الرؤية الاستراتيجية للمنطقة ومحافظاتها ومراكزها ويضع تصورا دقيقا لجميع المشاريع التكاملية التي تحتاجها حتى عام 1450هـ.

ولعل أهم ما كان بارزا في الطرح المقدم هو شموليته وإمعانه في التفاصيل لتغطي جل القطاعات التي تهم حياة المواطن وتحسن علاقته وتعيد ثقته مع القطاعات الخدمية بمختلف أشكالها، وأيضا لم يكن من الممكن اغفال الشفافية التي تضمنها الطرح بإبراز أرقام واحصائيات مهمة تعكس جدية ما تم للأن، وأبرزها اعلانه عن استعادة 280 مليون متر مربع بقيمة 86 مليار ريال من لصوص الأراضي بحسب ما أسماهم وهذه معلومة مهمة جدا لأن الكثير من المشاريع كانت معطلة بسبب عدم توفر الأراضي المناسبة والكافية لها.

ومعلوم للكثيرين أن هناك حالات من القلق والخوف موجودة لدى سكان منطقة مكة المكرمة على البنية التحتية فيها ولذلك كانت مفاجأة سارة توضيحية أن هنا 3700 مشروع تم اقرارها فعلا تتعلق بالبنية التحتية انجز منها خلال السنوات الأربعة الأولى 1604 مشروع ويجري حاليا تنفيذ 2096 مشروع تغطي كافة الاحتياجات المرورية والخدمات المساندة للسكان والمقيمين بحيث تنعكس على تحسين جودة الحياة وما يتعلق بها.

وطرح الأمير خالد فكرة ضرورة أن يكون للقطاع الأهلي والمواطن دورا ملموسا ومغايرا للمساهمة في هذه النقلة النوعية من المشاريع حتى ينتقل من مدرج المتابع والمتفرج السلبي إلى ساحة المشاركة الفعلية.

وأوضح أيضا أن هناك نقلة نوعية عملاقة في مسار طريق الحرمين الشريفين بحيث تتضمن إلغاء الجسور الموجودة حاليا وتطوير الطريق نفسه لتزداد سعته وبناء جسور وكباري ذات سعة أكبر لتستوعب التعداد والمتزايد المستخذم لهذا الطريق ويساهم في فك الاختناق المروري أيضا وكذلك سيكون مهيئا لاستقبال خدمة القطار الجديد المنتظر والذي سيكون وسيلة نقل مساندة لتقليل الاعتماد على السيارات وبالتالي التقليل من الضغط على الطريق.

وأوضح أيضا أن تحدي الاسكان غير مهمل وأعلن عن وجود أكثر من مشروع مهم في هذا المجال يقوم بها تجار ورجال أعمال معروفين وهي باسم الاسكان الميسر، وهناك مشروعين بدأ العمل فيهما فعلا وينتظر الانتهاء منهما عما قريب أحدهما في مكة المكرمة والآخر في جدة.

وأوضح أيضا أن المشروع الكبير المتعلق بمعالجة أوضاع المناطق العشوائية والذي يتعلق بإخلاء مواقع وتسليمها لشركات تطوير وتعويض ملاكها يواجه «أيد خفية» تحاول افشال هذا المشروع وذلك حماية لبعض المصالح وذلك بحسب وصفه لها.

حالة تفاؤل مهمة خرج بها كل من تابع طرح الأمير خالد الفيصل للمخطط الاقليمي لمنطقة مكة المكرمة، وهي مشاريع طال انتظارها ولكنها وصلت وبالتالي حان الآن وقت العمل والمشاركة والمساندة والنقد الصادق البناء بدلا من السلبي والمحبط وشتان بين الأمرين.

معضلات كثيرة وضعت حلول لها بالفعل وجاري تنفيذها حقيقة على أرض الواقع ويمكن رؤيتها بأم العين وهناك مسائل كانت من قبل خيالا وأحلاما ومصدر إحباط شديد ولكن ذلك كان بالأمس والآن هناك بارقة أمل مهمة تستحق التمعن فيها والاستبشار والتفاؤل بها، وفشل هذا الطرح الجميل والمهم ستكون مسؤولية كل أفراد المجتمع لأن نجاحه يهم وضروري لكل فرد فيه بدون مبالغة.

تذكرت محبة الملك فيصل الكبيرة لمنقطة مكة المكرمة وأنا أتابع جهد ابنه الأمير خالد الفيصل للمنطقة واستغربت عدم وجود طريق واحد في مدينة جدة يحمل اسمه؟ أهل منطقة مكة المكرمة على موعد مع نقلة مهمة طال انتظارها وما قدم في الطرح للمخطط الاقليمي يبعث على الأمل.

[email protected]