«فيتو» روسي

TT

يزور دمشق خلال أيام وزير الخارجية الروسي لافروف ويصاحبه رئيس الاستخبارات الروسية للاجتماع بالرئيس بشار الأسد وفريق معاونيه.

تأتي هذه الزيارة عقب «الفيتو» الروسي - الصيني في مجلس الأمن احتجاجا واعتراضا على القرار الدولي القائم على المبادرة العربية. وكان التفسير الروسي لهذا «الفيتو» أن القرار لم يكن متوازنا - من وجهة نظر موسكو - وأنه كان ظالما للشرعية السورية، وأنه تحدث، وحسب، عن عنف الدولة ولم يطالب بإيقاف العنف الآتي من القوى المسلحة المضادة للحكم.

من هنا تصبح روسيا صاحبة الفضل لثاني مرة خلال أشهر عدة في إيقاف أي إجراءات ردعية من مجلس الأمن ضد نظام الأسد. بهذه المكرمة الروسية يذهب لافروف ومعه رئيس مخابرات بلاده لإبلاغ رسالة إلى الرئيس السوري، مفادها:

1- للمرة الثانية ننقذ رأسك لكن عليك أن تعرف أنها المرة الأخيرة.

2- خسرت بلادنا روسيا سمعتها بسبب هذا الدعم إلى الحد الذي وصفت فيه السيدة رايس، مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن، «الفيتو» الروسي بأنه أمر يدعو إلى الاشمئزاز.

3- لا بد لك (الرئيس بشار) أن تفعل مبادرة سياسية في الداخل تخفف فيها من ضغط الأوضاع عليك داخليا وإقليميا ودوليا، وأيضا فإن ذلك سوف يخفف الضغوط والانتقادات الدولية علينا.

وبالتأكيد سوف تسعى روسيا للحصول على الثمن من خلال قيام طهران بتمويل صفقات سلاح روسية جديدة للجيش السوري.

وأيضا سوف تسعى موسكو إلى حث سوريا على استخدام علاقاتها الممتازة مع إيران في دعم الأخيرة للميزان التجاري بين موسكو وطهران.

وسوف يستعجل لافروف الضغوط السورية على حكومة ميقاتي والبرلمان اللبناني لتسهيل حصول الشركات الروسية على حق التنقيب عن الغاز والنفط قبالة السواحل اللبنانية.

ولا يستبعد أن تقوم روسيا بفتح قنوات حوار خلفية مع قطر لاستمرار خطوط التواصل، لعل دول الخليج تقوم بمبادرة ما تجاه موسكو.

للمرة الثانية نؤكد أن «روسيا بوتين» ليست صاحبة موقف مبدئي ولكن بانتظار الفاتورة المناسبة والسعر المناسب.