دعاء للإخوان

TT

عبّر عمر المصري ومستور سالم وغيرهما من إخوان مصريين عن اعتراضهم عما قلته بشأن الإخوان المسلمين ومصر. وآلمني اعتراضهم هذا لأنهم تصوروا أنه يعود لأنني عراقي. وآلمني أكثر لأنه نم عن عدم فهمهم لكل ما كتبته في هذه الزاوية طوال العشرين سنة الماضية. أوضحت مرارا أنني لا أشعر بالانتماء إلى أي بلد. انتمائي الوحيد إلى بني الإنسان، والفقراء من بني الإنسان أينما كانوا. ولهذا دعوت الله وأكرر دعائي الآن أن ينجح الإخوان في حل مشكلة البطالة والفقر في مصر. هذا ما أحلم به وأتمناه من كل قلبي. كل ما في الأمر أنني لا أرى أنهم سينجحون في مسعاهم هذا. أدعو الله أن أكون مخطئا. كل الدول الجمهورية العربية غارقة في مشكلات لا سبيل لحلها في جيلنا هذا. وكلنا في الهمّ سوا. آسف! يجب أن أستثني العراق، فهموم العراق أسوأ من هموم كل البلدان العربية الأخرى، ربما باستثناء اليمن السعيد. وعلى ذكر العراق أقول إنني نشرت نحو 30 كتابا، منها 11 عن فلسطين، وواحد عن عمان، وليس بينها كتاب واحد عن العراق. وما قلته عنه هو أن الإنجليز ارتكبوا جريمة كبرى بحق العراقيين عندما أعطوهم الاستقلال ونفضوا أيديهم من العراق.

بالطبع أنا أحمل محبة خاصة للمصريين لما عرفته منهم عن روح النكتة. ويعود جزء كبير من أسلوبي الساخر لما تعلمته منهم، وبصورة خاصة أستاذي الشيخ عبد العزيز البشري. وأبدع ما في المصريين تفننهم في الضحك على أنفسهم. ولكن ويل للغريب الذي يحاول أن يضحك عليهم. إنهم يحتكرون هذا لأنفسهم فقط. ويظهر أنني ارتكبت هذه الخطيئة فداعبتهم بموضوع صناعة الرجال وتصديرهم. ولا يسعني هنا غير أن أعتذر. لكن المشكلة هي أنني لا أعتبر نفسي غريبا عن مصر، فأنا أحبها وأزورها أكثر مما أزور العراق.

ومن العراق، اعترض شاكر الكركري على قولي بأن الزعماء الثوار غير مؤهلين للحكم، وأشار إلى نجاح مانديلا رغم السنين التي قضاها في السجن. يا سيدي، لا بد لنا أن نعتبر هذا الرجل من الفلتات التاريخية. وهذا هو ما أثار إعجاب العالم كله بحيث تسابقت الدول على منحه نحو 250 جائزة، منها جائزة نوبل. مَن مِن زعمائنا الثوريين نال ذلك؟ إنه من المعجزات التي تلدها البشرية من حين إلى حين. ومع ذلك فإن مانديلا ترك الحكم بعد أربع سنوات واعتزل. مرة أخرى، مَن مِن زعمائنا فعل مثل ذلك؟ هذا ما يفعله الزعيم النزيه. غاندي وسوار الذهب والغنوشي فعلوا ذلك واستحقوا منا التقدير.

يسألني السيد عباس الحسن عن غياب مدونتي «kishtainiat» وانقطاعها. يا سيدي، لقد خطف أحد المزورين اسمها ولا أدري ماذا يفعل به الآن. ولكنني وضعت مدونة جديدة تخلفها وتقوم برسالتها ويمكنك الرجوع إليها «alqishtainy.blogspot.com». إن ما يجري على الإنترنت تحول أحيانا، كما في هذه الحالة، إلى كابوس يقضّ مضاجعنا ويشوّش علينا، بدلا من تنويرنا بالحقائق أصبح يضللنا بالافتراءات، فلا ندري مَن الصادق فيها ومَن الكاذب.