إيران: 30 عاما مضت!

TT

30 عاما مرت على ثورة الشعب الإيراني ضد حكم الشاه، ويبقى السؤال: ما الذي تم إنجازه تحت حكم الثورة والثوار؟

هذه الثورة رفعت شعارا مختلفا عن الثورات: الأميركية والفرنسية والروسية، إنه شعار الثورة الإسلامية.

بدأت الثورة باحتلال الطلاب للسفارة الأميركية في طهران وانتهت اليوم بوصول محمود أحمدي نجاد، أحد هؤلاء الطلاب الذين احتلوا السفارة، إلى مقعد الحكم؛ طالبا معاديا للأميركان منذ 30 عاما، ورئيسا أكثر عداء لهم.

وبالأمس استمعت إلى النص الكامل لكلمة محمود أحمدي نجاد في احتفالية الثورة، ووجدت المنطق الذي يحكم كلمته مبنيا على استعراض الإنجازات التي حولت بلاده، على حد قوله، من دولة مستهلكة فقيرة في عهد الشاه إلى الدولة رقم 12 في القوة العلمية، ومن دولة مستهلكة للبنزين والطاقة إلى دولة مصدرة لها، ومن دولة ضعيفة أمنيا إلى دولة لديها قدرات نووية وأقمار صناعية.

لم أجد في كلمة أحمدي نجاد حرفا واحدا فيه رغبة في مراجعة النفس، أو تقييم أخطاء الثورة، أو وعود بالمزيد من الحريات العامة وتخفيف سطوة اليد الثقيلة لأجهزة الأمن الداخلي.

وما زالت إيران تسير بشكل متصاعد في تصدير الثورة من خلال رعاية المرشد الأعلى للدولة لقوى الحرس الثوري الذين يتمتعون بنفوذ متزايد داخل وخارج البلاد.

وما زالت مسألة الشد والجذب بين المرشد الأعلى والرئيس نجاد تهدد التماسك الداخلي للنظام.

وما زالت ذكرى القمع الأمني لشباب الربيع الإيراني عمليات لم تتوقف، بل هي في حالة صعود مخيفة.

أما التوتر الإقليمي الذي تلعبه الدولة الإيرانية فحدث ولا حرج، بدءا من استمرار الإصرار الغبي على موضوع سيادة الجزر الإماراتية الثلاث، إلى التدخل في الشأن البحريني الداخلي، وصولا إلى التهديد بإغلاق مضيق هرمز في وجه الملاحة، إلى التدخلات الواضحة في الشؤون الداخلية في اليمن والصومال ولبنان وسوريا وجزر القمر.

30 عاما من الثورة، كان من الممكن أن تؤدي إلى ثلاثمائة عام من الإنجاز الإيجابي.. يا للأسف.