من يتبنى (الكتكوت)؟!

TT

لا أدري هل بعض الناس متخلفون عقليا، أم أنهم يعتبرونني أنا المتخلف؟!، ويبدو، والله أعلم، أننا كلنا على صواب.

وكثيرا ما تواجهني مواقف غير متوقعة تجعلني أتشكك بمرتكبيها وأحيانا أتشكك معها بنفسي، لهذا أخجل من ذكرها حفاظا على المصداقية والسمعة، وهناك مثل حفظته منذ صغري وهو يقول: حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدقك فهو أهبل - وفي رواية أحمق.

وقبل مدة وصلتني رسالة على (الإيميل) إن قلت عنها أنها سخيفة فهي كذلك، أو عجيبة فهي أيضا كذلك، أو مضحكة فهي تقريبا كذلك. قرأت الرسالة، ونسختها وركنتها ونسيتها، وبالأمس القريب وبينما كنت أستعرض أوراقي المبعثرة وإذا بالرسالة تقع بيدي، وأول ما فعلته أن مزقتها نصفين أريد أن أقضي عليها وأرميها بسلة المهملات، غير أنني توقفت برهة وأخذت أسائل نفسي: لماذا لا أطرحها على الرأي العام ليذهلوا كما ذهلت من نماذج موجودة بين البشر وهي لا تخطر على بال؟!، وهذه الرسالة هي من رجل مكتمل الرجولة، وله مطلب وحيد أثار استغرابي.

وإذا كان قد هزكم الشوق، فاقرأوا معي بالله عليكم ما يقوله:

أخبرك وأنا بكامل قواي العقلية، وكل التأهيلات الشرعية، بأنني أرغب في الإعلان عن التمرد على نفسي ورغبتي الصادقة في أن أجد من يتبناني ليعوضني عن حنان الأب الذي فقدته وأنا طفل رضيع، مع العلم بأنني أحمل المواصفات التالية، عمري 42 سنة، أحمل شهادة الماجستير في الاقتصاد السياسي، متزوج وأب لخمسة من الأبناء؛ ثلاثة أولاد وبنتين، أكبرهم عمره 13 سنة وأصغرهم عمره سنة ونصف، دخلي الشهري ما يساوي ستة آلاف دولار تقريبا، أملك فيلا مكونة من دورين وملحق، ولديّ شاليه أي استراحة تشرح الخاطر، وكذلك سيارتان، وأقضي أكثر أوقات فراغي بعد الانتهاء من العمل بالألعاب الإلكترونية.

ويختم رسالته قائلا لي: هل تساعدني في الحصول على من يتبناني ويكون لك الأجر - انتهت رسالته.

وأنا أقول لكم: لا، لا تضحكوا، فالأمر في منتهى الجدية، و(سي السيد) هذا الذي يبحث عن من يتبناه لديه أيضا مواصفات في منتهى الدسامة، فطوله يزيد على (185 سم)، وزنه يقارب (95) كيلو، كث الشعر، مفتول العضلات لأن هوايته المفضلة بعد الكومبيوتر هي رفع الأثقال.

وفي نهاية رسالته كتب لي اسمه الرباعي وليس الثلاثي، ولكي لا أكون أهبل، لم أترك الموضوع يمر هكذا على عواهنه، فقد تحريت وسألت عن مصداقيته بطريقتي الخاصة، ووجدت أن معلوماته كلها صحيحة.

فأين أصحاب فعل الخير؟!، ها أنذا أقدم لكم طفلا ولا كل الأطفال، لا أقدمه لكم على طبق صغير، ولكن أقدمه لكم على (صينية) تتسع لثور كامل.

[email protected]