أكلوني دجاجا.. وزوجوني البنت المغناج

TT

موجة أو موضة (الإعجاز العلمي في القرآن) استشرت ووصلت إلى حد الابتذال - أي الاستسهال - إلى درجة أن كل من هب ودب أخذ يدلي بدلوه، مقحمين كلام الله عز وجل في متاهات هو في غنى عنها.

وإلا ماذا سوف يزيد في القرآن أو ينقص إذا كان هناك تطور أو اختراع أو اكتشاف علمي قد تحقق في الأرض أو في السماء لم يرد ذكره بالقرآن؟!

طبعا لن يزيد أو ينقص فيه قيد أنملة! فالقرآن الكريم ليس هو كتاب تاريخ أو جغرافيا أو طب أو رياضيات، إنه أسمى وأعلى من ذلك بكثير.

ويا ليت الجغرافي (النجار)، أو الصيدلاني (الزنداني)، أو المهندس (السويدان) أو المحاسب (عمرو خالد)، كل واحد منهم تفرغ لدراسته التي تخصص بها ليستفيد منه المجتمع أكثر، بدلا من عسفه للكلمات والخوض في تفاسير ما أنزل الله بها من سلطان، وكانت النتيجة أنه أصبح مثل الغراب الذي يقلد مشية الحمامة.

وإليكم آخر ما توصل إليه الوجه (التلفزيوني الإنترنتي) اللامع الشيخ محمد العريفي في الإعجاز القرآني، وقد شاهدته وهو يلقي محاضرة في هذا الصدد لمجموعة دخلت لتوها في الإسلام وهم لا يتحدثون اللغة العربية، قائلا لهم سوف أقرأ لكم سورتين إحداهما حقيقية والأخرى مزيفة، فهل تستطيعون التفريق بينهما؟!

وأخذ يقرأ: «ذكر رحمة ربك عبده زكريا * إذ نادى ربه نداء خفيا * قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا * وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا».

ثم توقف وقال لهم: الآن سوف أقرأ لكم سورة (التفاح)، وأخذ يرتل قائلا ذهب أحمد إلى السوق، واشترى تفاحة، ثم ركب (الأوتوبيس)، ثم رجع إلى شقته وضيع المفتاح، ثم دخل إلى بيت جيرانهم ودخل إلى بيته وارتاح.

ثم توقف مرة أخرى وسألهم عبر المترجم: هل اكتشفتم فرقا بين الكلامين؟!، فقالت عجوز: (yeees)، فأخذ يضحك قائلا: لقد تغير وجهك. ثم التفت وهو يشير إليها قائلا: انظروا والله إن وجهها متغير، فردت عليه العجوز: (yesyes)، سألها: هل فهمت شيئا؟!، قالت: لا، فسألها: إذن كيف اكتشفت أن هناك فرقا وأنت لم تفهمي شيئا؟!، قالت: لقد اكتشفت بقلبي.

يبدو أن الشيخ العريفي مؤلف سورة (التفاح) لا يبتعد ذكاؤه أو غباؤه عني كثيرا، فالعجوز التي لا تعرف العربية، تعرف يقينا كلمة (الأوتوبيس) العالمية، ومن المؤكد أن الأوتوبيسات لم تخترع قبل 1400 سنة، وكان من المفروض على فضيلة الشيخ (النابغة) أن يستبدله بجمل أو حمار مثلا.

وهو ذكرني بحاج عراقي مر على إحدى قرى نجد في طريقه إلى الحج، وبحكم أنه هو المتفقه الوحيد فقد أمهم في الصلاة، وأخذ يتلو عليهم كلمات مؤلفة مثل تأليفات العريفي قائلا:

إذا أتاكم الشيخ الحاج، فأكلوه الدجاج، وزوجوه البنت المغناج

فأخذ بعضهم يتباكى من شدة التأثر، وبعد الصلاة أكلوه الدجاج، وفي المساء زوجوه البنت المغناج.

[email protected]