تحالف المأزومين!

TT

ما الذي يجمع بين روسيا بوتين وإيران خامنئي وسوريا بشار الأسد؟

ما الذي يجمع بين دولة أوروبية وجمهورية إسلامية ودولة عربية؟

ما الذي يجمع بين نظام انتخابات أوروبية، ومرشد أعلى في نظام إسلامي، ورئيس جمهورية لدولة أمنية جاء عبر نظام توريث؟

التحليل الدقيق لهذه الأسئلة يحتاج إلى التأمل العميق لكيفية وصول كل هؤلاء الحكام لمقعد الحكم في بلاده على الرغم من اختلاف الأنظمة والمشارب الفكرية. في حالة بوتين، فإن التاريخ المعاصر للسياسة الدولية لم يعرف متلاعبا بالقانون والدستور مثل فلاديمير بوتين. قفز بوتين إلى الحكم من رئاسة الـ«كي جي بي» عبر أكتاف يلتسين إلى مقعد الرئاسة عبر اتفاق «جنتلمان»، يعطي فيه بوتين الحماية لمفاسد يلتسين مقابل تسهيل وتسخير أجهزة الحكم الأمنية والإدارية لوصول قيصر روسيا الجديد.

وعندما انتهت مدة حكم بوتين الرئاسية جاء - بالقانون والدستور - أحد «صبيانه» المسمى بميدفيديف كي يلعب دور «المحلل» السياسي، مثل الزوج المحلل الذي يأتون به بعد الطلاق الثالث حتى يجوز شرعا للزوج أن يعود لزوجته.

والتقارير الآن الآتية من موسكو تتحدث عن التحضير لأكبر عمليات تزوير وتدخل إداري للدولة في انتخابات الرئاسة المقبلة لصالح بوتين. أما المرشد الأعلى خامنئي، فإنه يجلس على مقعد حكم يعطيه سلطة استثنائية تعلو كل سلطات البلاد تحت مظلة ولاية الفقيه، بسيطرة أمنية للحرس الثوري والقبضة الأمنية الشديدة. ويعتبر مكتب المرشد الأعلى مصدرا علويا للقوة، بما فيها حقه في ميزانية خاصة، وتوزيع المنح والعطايا على الأنصار داخل الدولة الإيرانية وخارجها. وتقول التقارير إن موازنات المنح لحزب الله وحماس والكثير من القوى العالمية المناصرة لطهران تأتي بالأمر المباشر من المرشد الأعلى. وعلى الرغم من أن الإقبال على الانتخابات التكميلية الحالية في إيران يتعدى الـ60 في المائة، حسب التقارير الرسمية المبدئية، فإن فضيحة هذه الانتخابات أنها تتم بمقاطعة للتيارات الإصلاحية، وبتحديد لإقامة زعامتها، مثل «كروبي ومنتظري». أما حالة الدكتور بشار الأسد، فهي حالة تتعدى التزوير الحادث في موسكو، أو المقاطعة الحادثة في طهران؛ إنها مرحلة الحرب الأهلية القائمة على عمليات التطهير العرقي والقتل على الهوية.

من هنا، ومن هنا فقط يمكن فهم حالة المؤازرة والدعم، والتمويل غير المحدود من قبل موسكو وطهران لبعضهم البعض، إنه تحالف القوى المأزومة!