مزاج فرنسي!

TT

يقولون إن أصعب موقف يمكن أن يواجهه طاه في فرنسا هو أن يكون زبونه الذي يتذوق طعامه هو «ابن بلده»، أي فرنسي مثله!

الفرنسي بطبعه له مزاج خاص في كل شيء.. في طعامه، شرابه، عواطفه، ملابسه، وأكثر من ذلك كله في اختياره للساسة الذين يحكمونه!

كان العملاق شارل ديغول يقول إن العناد الشخصي الذي يتصف به المواطن الفرنسي هو بمثابة «المحرقة السياسية» التي تلتهم أي إنجاز لأي رئيس فرنسي. واليوم يواجه نيكولا ساركوزي معركة الرحيل أو الاستمرار في انتخابات الرئاسة الثانية، وسط تحديات كبرى، ومشاكل ثقيلة، ومنافسة حادة للغاية.

أزمة ساركوزي الكبرى هي أن فترته الأولى لم ترق إلى مستوى وعود حملته العنيفة ضد منافسته الاشتراكية «سيغولين رويال»، التي توقعت أن معظم وعود ساركوزي وقتها هي فقاعات في الهواء لا يمكن أخذها بجدية.

وعود ساركوزي للمواطنين الفرنسيين في نظام ضرائب أفضل، واقتصاد منتعش، وبطالة أقل، وخدمات أفضل، وتعديل لنظام الإرث العقاري لصالح المواطن، كل ذلك تحطم على صخرة المعارضة البرلمانية وضعف الأداء الحكومي، وكثرة المظاهرات والإضرابات الفئوية والطلابية.

اليوم يقف ساركوزي بين «هولاند» الاشتراكي والسيدة «لوبان» اليمينية، وسط مؤشرات مخيفة من الرأي العام تدل على عدم الرضا عن أداء حكومته.

وفي حملته الأسبوع الماضي، تحدث ساركوزي بقوة وحماس عن حلم الإنجاز الكبير في فترة رئاسته الثانية، وأنه يسعى إلى إيمان ودعم الشعب الفرنسي كي يكمل تحقيق وعوده التي تعثرت لأسباب فوق الإرادة على حد وصفه.

المزاج الفرنسي الآن يميل بقوة إلى زعيم اشتراكي وبرلمان ذي أغلبية يمينية!.. يا لها من معادلة، ويا له من مزاج!