مخاطر الوضع في غزة

TT

وسط الانشغال الشديد بالأوضاع في سوريا ومصر واليمن وليبيا وتونس، تغيب عنا خطورة الوضع الملتهب في غزة، والذي ينذر بانفجار عسكري يبدأ من غزة وينتهي في الجنوب اللبناني!

ودون أن تدخل المتاهة التقليدية من المسؤول عن التصعيد، هل هو جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد أهلنا العزل في غزة، أم قوات الجهاد الإسلامي التي أطلقت الصواريخ على المستوطنات والمدن الإسرائيلية، فإن الأمر المؤكد أننا أمام وضع شديد التفجر.

ولأن الوضع أكثر خطورة عما هو ظاهر على السطح فلا بد من التعمق في العناصر التالية:

أولا: ما أكدته المعلومات عن القلق الإسرائيلي الشديد من امتلاك قوات الجهاد الإسلامي في غزة لصواريخ «فجر 5» الإيرانية الصنع والتي يصل مداها إلى 110 كيلومترات، أي تستطيع أن تصل إلى مدينة تل أبيب. وذلك يعتبر تطورا عسكريا بالغ الأهمية لقوى المقاومة.

ثانيا: اعتبار الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن وجود هذه الصواريخ هو نوع من الحرب الإيرانية ضد إسرائيل بواسطة حليفها «الجهاد الإسلامي».

وتتم هذه المواجهة في وقت تفكر فيه إسرائيل جديا في ضربة عسكرية لأهداف إيرانية مختارة لتدمير القدرة النووية الإيرانية.

ثالثا: إن واشنطن لن تمانع في ضربة إسرائيلية ضد أهداف لحماس أو الجهاد الإسلامي شريطة ألا ينشر مدى الضربة خارج النطاق المرسوم، بمعنى ألا تؤدي الضربة إلى اتساع النطاق من خلال ردود فعل إيرانية في العراق أو لبنان.

رابعا: القلق الإسرائيلي من اللقاء الأخير الذي قام به موسى أبو مرزوق نائب رئيس حركة حماس وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وأيضا زيارة محمود الزهار القيادي البارز في حماس لطهران وتصريحاته حول استمرار الكفاح المسلح ضد إسرائيل.

هذه العناصر تتم في زمن انشغالات إقليمية بدول الربيع العربي، وانشغالات أوروبية باقتصاد متدهور وانتخابات رئاسية في فرنسا وألمانيا، واستغراق واشنطن في انتخاباتها الرئاسية.

الخبراء يعتقدون أن هذا التوقيت موات للغاية لعمل عسكري كبير.

ماذا في عقل نتنياهو وجيشه واستخباراته؟ هذا ما ستسفر عنه التحركات الإسرائيلية في الأسابيع القليلة المقبلة.

لذلك كله يلزم الانتباه.