قهوة الصباح

TT

سألوا عشرة آلاف فرنسي في استفتاء تلفزيوني: «إذا ذهبت إلى جزيرة منعزلة عن التقدم والمدنية، ومن حقك طلب شيء واحد فقط تفتقده جراء بعدك عن حياة المدنية، فما هو ذلك الشيء الأساسي الذي لا يمكن أن تتخلى عنه؟».

أجاب 87 في المائة من عينة الاستفتاء: «إنها قهوة الصباح»، أمر لا يمكن الاستغناء عنه!

القهوة، أو بالأصح البن، ذلك الاختراع العظيم الذي عرفته البشرية أولا كنبات زراعي ثم كشراب يتم تحميصه بأشكال مختلفة، له تأثير فعال في مزاج ملايين البشر.

وقهوة الصباح لدى البعض هي تلك الدافعة السحرية التي تخرج الإنسان من كسل النوم اللذيذ إلى طاقة الحركة لبدء يوم جديد مليء بالتحديات. والمذهل أن الدراسات حول آثار القهوة على مزاج الإنسان وصحته شديدة التضارب؛ فما بين أنها أحد الأمور الأساسية التي تهدد الإنسان بارتفاع ضغط الدم ومخاطر أمراض القلب وحرقة المعدة وصعوبة النوم المنتظم، توجد أبحاث أخرى تؤكد النقيض تماما. ويقول حزب أعداء القهوة إن الدراسات الإيجابية التي تدافع عن آثار شرب القهوة هي أبحاث ممولة من شركات صناعة القهوة العالمية، التي أصبحت هي ودول تجارة نبات البن من القوى المالية المسيطرة والمتوحشة.

ففي الولايات المتحدة الأميركية وحدها يحتسي الأميركان أربعمائة مليون فنجان من القهوة، وأكرر.. أربعمائة، وليس أربعة ملايين.. يوميا، وليس سنويا!

وجاءت دراسة محترمة من جريدة بحثية طبية محترمة، هي مجلة «هارفارد» للأبحاث الطبية، لتؤكد أن مادة الكافيين الموجودة في نبات البن تساعد على إنعاش إنزيمات وخلايا العقل، وتُذهب عنه حالة الكسل، وتزيد من حالة الانتباه.

وتدخل مادة الكافيين في الكثير من المياه الغازية والكثير من العقاقير الطبية، والمذهل أن القهوة الخالية من الكافيين قد تمت معرفتها حينما كان يتم فصل الكافيين عن البن عند تحضيره، وكان مسحوق القهوة وقتها لا يصلح للاستخدام «لأنه خال من الكافيين»، ثم جاء ذلك المخترع العبقري الذي باع فكرة قهوة صحية من دون كافيين، مما يفيد قلبك ويفيد، أكثر وأكثر، جيوب شركات صناعة القهوة!

وحتى أكون أمينا في عرضي لهذه الدراسة، فإن هناك دراسة تقول إن الأضرار الموجودة في فنجان قهوة واحد تعادل أضرار نيكوتين 20 سيجارة!

يقال إن تلك الدراسة صدرت عن منتجي الشاي!