أيتها المرأة العربية.. اذهبي إلى موزمبيق

TT

أعرف رجلا تزوج على كبر - أي أنه صام ثم أفطر على (لهطة القشطة) - مثلما يقول إخواننا أهل الكنانة، وزوجته جميلة ودلوعة وصغيرة، بل إنها لم تكد بعد أن تخرج من طور المراهقة، وأنا بكلامي هذا لا أحسده، ولا أقول: سبحان اللي يعطي حلق الماس لصاحب أذن هي أطول من أذن الحمار الوحشي.

وله الآن في زواجه السعيد هذا عدة أشهر، وذهبت لزيارته قبل أيام كعادتي عندما أريد أن أرفه عن نفسي، ووجدته مهموما ومضطربا بعض الشيء، ويقلب في أوراق بين يديه، وحيث إن (اللقافة) وحب (النبش) وتسقُّط الأخبار والإشاعات لا تتركني ولا تفارقني، سألته عن حالته المأزومة تلك.

فقال: أنت تعرف أنني بعد هذا العمر أريد أن أسعد بولد يملأ عليّ حياتي، غير أن زوجتي هداها الله من أول ليلة الدخلة من زواجنا وحتى الآن وهي لا تتعب من (بلبعة) حبوب منع الحمل.

فسألته: هل زوجتك المصونة لا تريد الخلفة؟!

قال: بالعكس فهي تتحرق شوقا للإنجاب أكثر مني، ولكنها تخاف خوف الموت من (الحمل والطلق وحتى العملية القيصرية)، لهذا أتت لي بهذه الأوراق التي تتحدث عن مزايا (تأجير الأرحام)، ووجدنا أن أفضل مكان لذلك هي دولة (أوكرانيا)، لهذا عقدنا العزم على شد الرحال إلى هناك، ليأخذ الطبيب مني بعض الحيوانات المنوية ويأخذ منها بويضة ويلقحها في مختبره ثم يزرعها في رحم امرأة مستأجرة، وبعد 9 أشهر نرجع لنشهد الولادة ونأخذ طفلنا منها.

الواقع أن الفكرة أعجبتني، فطلبت منه نسخة من ذلك (الروبرتاج)، فصور لي نسخة وأخذتها معي ليس لكي أطبقها في حياتي لا سمح الله، لا أبدا فلست بناقص، ولكن من أجل الثقافة والعلم بالشيء لا أكثر ولا أقل.

وسأعطيكم فكرة عن هذه الظاهرة التي بدأت تتنامى، (فأوكرانيا) هي التي أخذت السبق في أوروبا في هذا المجال، والدولة هناك لا تمانع، بل وتشجع على ذلك، لهذا تتهافت النساء عليها من مختلف أنحاء العالم، والأسعار هناك تتراوح ما بين (30) و(45) ألف دولار، في حين أنها في أميركا تتراوح ما بين (80) و(120) ألف دولار، والمرأة الحامل المستأجرة، أو الأم البديلة، تأخذ (50%) من هذا المبلغ، وللمعلومية فإحدى النساء الأوكرانيات حملت وولدت بهذه الطريقة (12) مرة خلال (13) سنة، وما زالت تقول: هل من مزيد؟!

ودخل على الخط أخيرا النساء الهنديات والأفريقيات و(حطموا الأسعار تحطيما) إلى درجة النصف، غير أن هذه الطريقة الرائعة والمبتكرة لا تخلو أحيانا من المشاكل.

ففي دولة (موزمبيق) على سبيل المثال ذهب زوجان فرنسيان إلى هناك، وبعد أن (تلاقحا) زرعا نطفتهما في رحم امرأة توسما بها العافية واللياقة البدنية العالية، ودفعا لها مقدما نصف المبلغ وهو 5 آلاف دولار، والبقية بعد الولادة، وذهبا سعيدين بعد أن عرفا أنهما سوف يحظيان (بتوأمين).

وعندما رجعا بعد 9 أشهر ليستردا (الأمانة)، وإذا المرأة الموزمبيقية (فص ملح وداب)، وعرفا أنها لم تلدهما في المستشفى حسب الاتفاق، ولكنها ولدتهما عند قبيلتها الشرسة والمتمردة على الحكومة، مستأثرة بهما ومضحية بالـ5 آلاف دولار المتبقية، ورجع الفرنسيان لا بالتوأمين، ولكن (بخفي حنين).

وإنني أنصح كل امرأة عربية (دلوعة) تريد أن تخوض هذه التجربة عليها أن تذهب على وجه السرعة إلى موزمبيق.

[email protected]