ثالث أجمل امرأة في العالم!

TT

يقول الداعية المسلم الدكتور (عبد الرحمن السميط):

«خرجنا قبل سنوات عدة في رحلة شاقة إلى قرية سودانية منكوبة بالجفاف عبر طريق صحراوي ترابي، فلما دخلنا القرية، خرج سكانها على بكرة أبيهم لاستقبالنا، ولم يكن بينهم طفل واحد، فلما سألتهم عن سبب غياب الأطفال قالوا: إن جميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات قد هلكوا جميعا بسبب المجاعة، وليس في القرية طفل واحد حي».

طبعا أنا أصدقه فيما ذكره، ولكن هذا لا يمنعني من سؤال متعجب طويل - إن جاز التعبير - وهو: بما أن الكبار في تلك القرية رجالا ونساء لم يموتوا، فإذن هم ولا شك قد وجدوا قوتا يأكلونه، فلماذا لم يتركوه لأطفالهم الصغار؟! أو على الأقل لماذا لم يشركوهم معهم بالأكل؟! لماذا يتركونهم يموتون جوعا أمام أعينهم؟! أو حتى على الأقل من الأقل لماذا لا يموتون معهم ليخف الازدحام على ظهر الكرة الأرضية؟!

* *

هناك أمور قد لا يصدقها العقل أحيانا ولكنه (يفوتها) طالما أنها (أي كلام)، ولكن أن يصدر الكلام من كاتب مصري له وزنه ويتحدث بالأرقام التي لا يصدقها عقل، فهذه لا يمكن (تفويتها)، حتى لو كان كلامه هو من باب التهكم، ومشكلة مصر في هذه الأيام مع من كان يحكمها هي كمشكلة الثور الذي سقط فكثرت سكاكينه، ولا أدري كيف يكون حال الثور القادم عندما يسقط؟!

يقول الكاتب عن وزير البترول السابق: إن وزارته كانت مدينة للبنوك بما لا يقل عن (170) مليار جنيه، وإنه - منه لله - كان يبيع نصف إنتاج الغاز المصري (330 مليار قدم مكعب) لإسرائيل بنصف ثمن تكلفة استخراجه، حتى ليبدو الأمر وكأن الشعب المصري (الغلبان) يدعم الشعب اليهودي (المفتري) طبقا لتعليمات مبارك المخلوع، الذي منح صديقه النصف الباقي من الإنتاج، ليتفرغ الوزير بعد ذلك لاستيراد احتياجات الشعب المصري من الغاز من الخارج بالأسعار العالمية الدولارية.

وليسمح لي الكاتب العزيز أن أقول إن كلامه هذا يندرج تقريبا في باب (الدعابة)، يعني لو قال: إن مصر تبيع الغاز لإسرائيل بثمن تكلفته (أهه ممكن نبلعها) رغم صعوبتها القصوى، ولكن أن يقول إنها تبيعه بـ(نصف ثمن تكلفته) طبقا لتعليمات المخلوع، فهذه (واسعة)، لا وفوق ذلك فالمخلوع منح الوزير النصف الثاني من الغاز حلالا زلالا له، وبعدها يستورد هو الغاز لمصر بالأسعار العالمية (!!).

رغم مآخذي على الحكم السابق في مصر، غير أنه (ليس هكذا تورد الإبل)، فهناك أدبيات وهناك منطق وهناك احترام للعقول، وهذا هو ما تحتاجه مصر في هذه الأيام قبل كل شيء.

* *

إذا أردتم (النفاق) على أصوله، فاقرأوا دراسة بريطانية أجريت مؤخرا وصنفت المرأة السعودية على أنها ثالث أجمل امرأة في العالم بعد المرأة المجرية والبولندية (!!).

وجاء في حيثيات التصنيف: إنها رقيقة ومحتشمة ومدللة، وإنها كالملكة لا تقود السيارة بل هناك شخص ما يتكفل بها، وهي محجبة ولا يمكن للشمس أن تؤثر على بشرتها مما يضفي عليها النضارة.

أعتقد أن الذين أجروا هذا التقرير لم يذهب أحد منهم للبوادي والقرى ليتأكد من صفاء البشرة هناك.

وبالمناسبة فقد قررت أن أسافر الأسبوع القادم إلى (المجر) للوقوف ميدانيا وعمليا على مصداقية تلك الدراسة البريطانية، وسأوافيكم في وقت لاحق بنتائجها المشرفة.

[email protected]