القرار القاتل!

TT

حتى الآن لا أحد يعرف «المنطق» الذي حكم عقول بعض الحكام في اتخاذ بعض القرارات المصيرية التي أثرت على حياة شعوبهم وكانت لها كلفة أسطورية!

هذه القرارات لا يمكن أن تكون قد خضعت لأي درجة من درجات البحث العلمي أو الاختبار داخل أي مركز من مراكز صناعة القرار.

وعلى سبيل المثال، وليس الحصر، تعالوا نستعرض بعض القرارات التي أثرت على حياتنا وعلى مصائر شعوبنا:

1- قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإغلاق مضايق تيران وسحب المراقبين الدوليين بين الحدود المصرية - الإسرائيلية.

هذا القرار أعطى إسرائيل حجة دولية وغطاء قانونيا للضربة الجوية.

2- قرار الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بغزو الكويت، من دون أي اعتبار أخلاقي أو قانوني، ومن دون أي إدراك أن مبدأ الغزو العسكري الكامل لدولة ذات سيادة من دون قرار من مجلس الأمن هو عمل أحمق ولا مستقبل سياسي له.

3- إعطاء دمشق الضوء الأخضر لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، من دون إدراك التداعيات السياسية على المستوى السني وعلى المستوى السعودي والفرنسي والأميركي.

وما زال النظام السوري وأنصاره يدفعون ثمن هذا العمل الإجرامي الأحمق، وسوف يأتي اليوم، قريبا، الذي ستكشف فيه المحكمة الدولية فداحة القرار السوري وغباءه.

4- أما قرار الزعيم الليبي بإعلان الحرب الأهلية على معارضيه، من دون السعي إلى أي نوع من أنواع الحوار أو التفاوض معهم، فإنه كان من أكثر القرارات كلفة من الناحية البشرية والاقتصادية في تاريخ ليبيا.

وما زالت ليبيا حتى يومنا هذا تعاني من تداعيات هذا القرار المجنون.

القائمة الخاصة بالقرارات الحمقاء الخرقاء التي لا تخضع لأي منطق أو حسابات أو إدراك لقواعد السياسة الدولية الحديثة، لا تنتهي، ولكن المهم أن نستخلص الحكمة والدرس من أخطاء التاريخ.