رياء الأنغلوسكسون

TT

تداولت الأنباء مسعى زوجة السفير والمندوب البريطاني للأمم المتحدة لجمع تواقيع من نساء السفراء لمناشدة زوجة بشار الأسد بحث زوجها على وقف حمام الدم هذا. الرياء من صفات الإنجليز، وهو ما نعتهم به الزعيم الألماني بسمارك. إنهم يتعطشون للقيام بالخير ولكنهم يحرصون على مصالحهم. هذا ما يوقعهم في تناقضات الرياء. فبدلا من التوسل بزوجة الأسد كان الأولى بالسيدة الفاضلة أن تقوم هي بدورها في الضغط على زوجها لحمل بلده وبلدان الناتو على التدخل وإسكات مدافع الأسد كما أسكتوا بكل سرعة وكفاءة مدافع القذافي. باستثناء عدد من المتحمسات للسلام، تتحمل نساء العالم عموما مسؤولية سكوتهن عما يقوم به أزواجهن من جرائم حرب. وكذا ما يقوم به أزواجهن في عالمنا العربي من سرقات. ما زالت المرأة مهمشة سياسيا. هكذا وقفت ساجدة طلفاح حيال ما فعله زوجها صدام حسين بالأكراد.

هذا موضوع انتبه إليه المؤلف المسرحي الإغريقي أرستوفان، رائد الكوميديا، في مسرحيته «الحرب والسلم»، في دعوة منه لوقف الحرب البولوبونيسية الأهلية والدموية التي أغرق بها اليونانيون أنفسهم. بسلسلة من المشاهد الكوميدية تقسم نساء المسرحية على منع أزواجهن من مضاجعتهن حتى يوقفوا الحرب.

هناك على الأقل امرأة واحدة، المطربة الشعبية جون بيز، لعبت دورها من أجل السلام عندما شاركت المطرب الشعبي بوب دلن على قيثارته في إنشاد هذه الأغنية الشهيرة في أميركا «Blowing in the wind»:

اسمعوا، كم درب على الإنسان أن يقطع قبل أن نعتبره إنسانا؟

كم بحر ينبغي على الحمامة البيضاء أن تعبر قبل أن تستريح على الرمل؟

كم قنبلة يجب أن تسقط قبل أن يمنعوا قذفها؟

الجواب يا صاح في مهب الرياح!

اسمعوا: كم جبل يجب أن يبقى قبل أن يسقط في البحر؟

كم سنة يجب أن يعيش بعض الناس قبل أن يسمحوا لهم بالحرية؟

كم مرة يجب أن يدير إنسان رأسه ليتظاهر بأنه لا يرى؟

نعم، الجواب يا صاح، في مهب الرياح!

اسمعوا، كم أذن يجب أن تكون للمرء قبل أن يسمع صراخ الناس؟

اسمعوا، كم إنسان يجب أن يموت قبل أن يقولوا كفى موت؟

نعم، الجواب يا صاح، في مهب الرياح!