جنرالات وعمائم؟

TT

هل اختارت واشنطن الرهان على تيار الإسلام السياسي بدلا من الجنرالات؟

سؤال مباشر وخطير يحتاج إلى إجابة دقيقة.. لا يحتاج إلى اللف والدوران المعتاد من النخب السياسية العربية.

كلنا نذكر دور الولايات المتحدة في مرحلة الحرب العالمية الثانية في منطقة الشرق الأوسط الذي قاده جون فوستر دالاس، وزير الخارجية الشهير الذي كان يسعى إلى وراثة بلاده لإمبراطوريتين غربت عنهما الشمس، وهما الإمبراطورية البريطانية والإمبراطورية الفرنسية.

كانت الفكرة تقوم على دخول أميركي قوي على مناطق الفراغ الناشئة ما بين جلاء الاحتلال وقيام أنظمة وطنية يقودها ضباط وطنيون.

ولعل الحوار السري الذي دار بين الملحق العسكري الأميركي في القاهرة في الأسابيع التي سبقت وتلت انقلاب 1952 مع الضابط الشاب علي صبري والضابط الشاب عبد المنعم عبد الرؤوف لتأمين العلاقة الجديدة بين مجلس قيادة الثورة والأميركان خير شاهد على ذلك.

نصف قرن من الرهان على المؤسسة العسكرية في العالم العربي اعتمادا على علاقات التسليح والتدريب والتعاون الاستخباري والاستراتيجي.

هذه القناة الخلفية كانت وما زالت - حتى الآن - من أقوى القنوات في العلاقات بين واشنطن وأنظمة حكم كثيرة في المنطقة.

ولكن يبدو منذ عالم ما بعد سبتمبر (أيلول) 2001 وهناك توجه متصاعد بتبديل الرهان الرئيسي من الجنرالات إلى العمائم، والانتقال من الاعتماد على المؤسسات العسكرية إلى الأحزاب ذات الشعبية القائمة على الإسلام السياسي.

هناك الآن قناعة راسخة أنه بدلا من الاستعانة بالدبابة من أجل تحجيم الإسلام السياسي، أصبح المطروح الآن أميركيا هو الاستعانة بأحزاب الإسلام السياسي لتحجيم دور الدبابة!

ويمكن تفسير سلوك واشنطن في المنطقة من الآن لسنوات طويلة مقبلة من خلال هذا التحول الاستراتيجي في الرهانات السياسية.