شبيحة الإعلام السوري!

TT

أنا من هؤلاء الذين يعشقون تعذيب النفس ومشاهدة الفضائية الرسمية السورية، إلى حد أنني سألت طبيبا نفسيا صديقا: «هل أنا من هؤلاء المرضى النفسيين الذين يعشقون إطفاء السجائر المشتعلة في جلودهم»؟!!

بالأمس كانت الفضائية السورية تعرض أفلاما وثائقية تتحدث عن اقتراب سقوط الأنظمة العربية الخليجية بسبب الأزمات الاقتصادية، بينما قامت فور ذلك بتقديم تقرير اقتصادي بارتفاع فائض الميزان التجاري السوري «لاحظ هذا العام» بـ8 مليارات دولار!

إذن حسب الفضائية السورية فإن السعودية وقطر والإمارات في أزمة مالية طاحنة، بينما الاقتصاد السوري لديه فوائض مالية نتيجة الأداء التجاري الباهر لهذا العام، على الرغم من الحرب الأهلية، وعلى الرغم من الهجرة، وعلى الرغم من انفلات الأمن، وعلى الرغم من العقوبات الاقتصادية والمقاطعة التجارية!

يا سلااااام!

هذه الأداة الإعلامية التي تعيش في كوكب آخر وفي واقع افتراضي صنعته لنفسها بعيدا عن حقائق الواقع المعيش يوميا في حمص وإدلب وحلب وريف دمشق وجسر الشغور وحماة، ترتكب جريمة لا تقل عن جرائم الشبيحة القتلة الذين يستخدمون السلاح.

شبيحة الإعلام، حولوا المدنيين العزل إلى قتلة، والأطفال الأبرياء إلى عناصر مأجورة، ومظاهرات رفض النظام إلى عملاء للاستخبارات والصهيونية.

شبيحة الإعلام الرسمي السوري، حولوا المعارضة المدنية إلى قوى تخريبية، ومن يحملون المصاحف أمام الرصاص إلى قوى متطرفة، وصوروا من يغلقون متاجرهم ومصالحهم تضامنا مع الثوار على أنهم أصحاب مصالح مدعومة من أعداء البلاد.

شبيحة الإعلام السوري، تجاهلوا المشروع الأخير الذي تم ضبطه بتمويل ودعم من الأمن الرسمي السوري لإشاعة فتنة طائفية ووصفوه على استحياء بأنه دسيسة لتشويه سوريا الممانعة!

أما حكاية الممانعة هذه التي زهقونا وأصابونا بالغثيان منها ليل نهار، فإن المرء ليسأل ما دلائل تلك الممانعة العظيمة؟ هل الممانعة تعني عدم إطلاق النار من قبل الجيش الرسمي السوري على جبهة الجولان منذ عام 1967، وعدم إصابة أي كائن إسرائيلي حتى لو كان عصفورة إسرائيلية؟!

هل الممانعة هي التخطيط والدعم والمساعدة في تصفية 18 معارضا لبنانيا للسياسة السورية على رأسهم الشهيد رفيق الحريري؟ هل الممانعة هي التفاوض العلني مع الإسرائيليين عبر قناة أميركية والخلاف على بضعة أمتار؟ هل الممانعة هي التعاون الكامل مع الاستخبارات الأميركية في خطط مواجهة التطرف عقب أحداث 11 سبتمبر 2001؟

احترموا عقولنا بالله عليكم!