الغرب يبحث فرض منطقة حظر جوي على سوريا

TT

عكف الحلفاء الغربيون طيلة الأسابيع القليلة الماضية على بحث إمكانية تكوين تحالف دولي يسعى لفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، من أجل توفير الحماية سريعا للأهالي السوريين من الحرب الأهلية المشتعلة في البلاد، وذلك طبقا لما أكدته مصادر رسمية تركية لصحيفة «حرييت ديلي نيوز» يوم 24 أغسطس (آب). وجاءت هذه التأكيدات بعد أن صرح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان في وقت سابق لمحطة «فرانس 24» التلفزيونية بأن بلاده تدرس تأييد هذه الفكرة.

كما تزامنت هذه التأكيدات مع الأرقام المعدلة التي نشرتها الهيئة التركية للحد من الكوارث التابعة لرئاسة الوزراء، والتي أظهرت أن عدد اللاجئين السوريين يقترب حاليا من 80 ألف لاجئ، بفاصل بسيط عن حاجز 100 ألف لاجئ الذي تستطيع تركيا تحمله في حدود مواردها القومية، حسبما أوضح وزير الخارجية أحمد داود أوغلو لصحيفة «حرييت» في وقت سابق من الأسبوع الحالي.

وعلمت الصحيفة من مصادر دبلوماسية طلبت عدم الكشف عن هويتها أن هذه المسألة كانت ضمن السيناريوهات التي تم بحثها خلال المحادثات التركية - الأميركية التي جرت في أنقرة يوم 23 أغسطس، وقد عقد هذا «الاجتماع الإجرائي الأول»، كما وصفه وزير الخارجية التركي، فيما يتعلق بسيناريوهات ما بعد رحيل الأسد على المستوى الفني، حيث شارك فيه جميع الدبلوماسيين والمسؤولين العسكريين والاستخباراتيين.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قد أخبرت الصحافيين في واشنطن العاصمة بعد الاجتماع: «كنا ندرس خيارات قابلة للتطبيق ليس مع تركيا فحسب، بل مع جميع حلفائنا وشركائنا، ونحن كما هو واضح نقوم بالتفكير والتخطيط السليم للطوارئ، تحسبا لمواجهة أي موقف يقوم فيه الأسد باختيار مفزع ورهيب».

وكان هذا الاجتماع قد تم الاتفاق عليه أثناء المباحثات التي جرت بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومضيفها التركي داود أوغلو في إسطنبول يوم 11 أغسطس، وأعلنت كلينتون عقب هذه المباحثات أنهما كانا يبحثان عن طرق جديدة للضغط على نظام بشار الأسد في سوريا، بعد أن حالت حليفتاه روسيا والصين دون اتخاذ سلسلة من الإجراءات ضده في مجلس الأمن. وعلمت الصحيفة من مصادر دبلوماسية أن مسألة فرض منطقة حظر جوي طرحت للنقاش، ليس بين داود أوغلو وكلينتون فحسب، بل أيضا مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال زيارته إلى أنقرة وبلدة كيليس الحدودية التركية، حيث يقيم عدد من اللاجئين السوريين، يوم 17 أغسطس. كما كشف فابيوس في مؤتمر صحافي منفصل عن أن بلاده تدرس إمكانية فرض منطقة حظر جوي.

وأشارت مصادر رسمية تركية إلى أن تحالفا دوليا مماثلا كان قد تشكل عام 1991 وضم كلا من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، لفرض منطقة حظر جوي جزئي من أجل توفير الأمان للاجئين المحتملين جراء الهجمات التي كانت تشنها قوات صدام حسين في العراق، من دون صدور قرار من مجلس الأمن، وتمت إدارة هذه المنطقة الواقعة في الشمال من داخل الأراضي التركية، وتدفق إليها ما يزيد على 600 ألف لاجئ كردي في ذلك الوقت.

* بالاتفاق مع صحيفة

«حرييت ديلي نيوز» التركية