الشبه الشديد بيني وبين أخي

TT

أثارت وزيرة حقوق المرأة في فرنسا (نجاة فالو بلقاسم)، عاصفة في أواخر يونيو (حزيران) الماضي وذلك عندما قالت: إنها ستعمل جاهدة على اختفاء البغاء من خلال معاقبة الذين يمارسون الجنس مقابل المال، وليس العاهرات أنفسهن.

هل فهمتم حاجة؟!، إنني لم أفهم، ولا أدري ماذا يأخذ العاهرات مقابل مهنتهن، هل يأخذن «بونبوني» مثلا؟!.

* * *

أحيانا تكون الاعتذارات أسوأ من الأفعال نفسها وإليكم بعضها:

فقد قرأت أنه: في إحدى الحفلات التي أقيمت في هوليوود، كان روبرت ريسكين يتحدث إلى جماعة من الحاضرين عن أسوأ فيلم شاهده في حياته، وعندئذ انبرى أحدهم يقول:

- إنني مؤلف قصة هذا الفيلم.

وبدأ ريسكين يعتذر للرجل قائلا

- على أية حال، فهذا الفيلم أحسن 50 مرة من فيلم آخر شاهدته قبل ذلك هو فيلم (....)

وذكر اسم الفيلم الثاني، وعندئذ صاح الرجل:

- إنني مؤلف هذه القصة أيضا!

وفي حادثة مشابهة تقريبا تخصني، فقد دعاني أحد رؤساء الأندية الأدبية يوما لتقديم محاضرة، ووعدني أن حضورها سوف لن يقلوا عن 500 شخص، وعند وصولي إلى قاعة المحاضرة لم أجد أكثر من 30 شخصا بما فيهم رئيس النادي والمصور وأحد الصحافيين، وأخذ يعتذر لي عن القاعة الخالية قائلا لي: إنني وزعت على الجميع بطاقات الدعوة، بل إنه زيادة مني في الحرص اتصلت شخصيا بالتليفون بكثير منهم، ولكنني أعتقد أن السبب هو «الطقس السيئ».

وللمعلومية فإنه لم يكن هناك أروع من الطقس في ذلك اليوم.

وأسخف منه هو ذلك الشخص الذي كان واقفا بجواري في قاعة مكتظة في مناسبة اجتماعية، عندما سألني وهو يشير بيده قائلا من هو ذلك الرجل القبيح الوجه الذي يقف هناك؟!، فقلت له: إنه أخي، فارتبك وهو يقول لي: آسف، والله آسف، لم أنتبه للشبه الشديد بينكما، سبحان الله «فولة وانقسمت نصين».

فقلت له: كثر خيرك.

* * *

هذا الدعاء كان يردده الفيلسوف والشاعر الهندي (طاغور): ربِّ اجعلني لا أصلي فقط كي أتقي الأخطار، بل لأواجهها من دون خوف.

اجعلني لا أستعطف لتخفيف آلامي، بل لتكون لي القوة للتغلب عليها.

اجعلني لا أبحث عن حلفاء لأخوض معركة الحياة، بل عن قوتي الذاتية.

اجعلني لا أتمنى الخلاص من لهفة خوفي، بل الصبر حتى أكسب حريتي.

هبني ألا أكون جبانا فأشعر برحمتك في نجاحي لوحدي، ولكن اجعلني أشعر بسندك في خيبتي.