الخطر الآتي من سيناء

TT

هناك مثلث متشابك ومعقد للغاية يدور جدل كبير حوله هذه الأيام، وهو مثلث «الإخوان، حماس، القاعدة».

ومسرح الأحداث هو غزة والحدود المصرية الفلسطينية المشتركة البالغة 11 كيلومترا.

أسباب الأزمة: عملية الاعتداء الوحشي على الجنود والضباط المصريين في رفح خلال شهر رمضان أثناء تناولهم طعام الإفطار مما أسفر عن استشهاد 16 ضابطا وجنديا.

هذه الحادثة وما تلاها أسفرت عن عدة حقائق مهمة:

1) أن هناك تنظيمات جهادية متعاطفة مع «القاعدة» مقرها غزة تقوم بتدريب قوى مصرية من أهل سيناء داخل الحدود المصرية أو داخل غزة على أعمال القتل والتدمير وحرب العصابات.

2) أن حركة حماس غير قادرة على ضبط نشاط هذه التنظيمات وعلى رأسها تنظيم «تحرير الإسلام» الذي يرأسه جهادي غزاوي اسمه «ممتاز دغمش» وهو متعاطف مع أفكار «القاعدة».

3) أن تنظيم القاعدة الدولي، بعد قتل قائده أسامة بن لادن، وتولي أيمن الظواهري قيادته أصبح يركز على النشاط الجهادي في سيناء للاستفادة من حالة الفراغ الأمني التي حدثت عقب ثورة 25 يناير 2011، وعقب توفر أطنان من الأسلحة المتطورة التي خلفتها الحرب الأهلية الليبية.

إن محاولة إدخال سيناء والوضع المصري الداخلي مع صراع حماس مع السلطة مع مشروعات نتنياهو العسكرية ضد غزة وحشدها كلها في بطن قنبلة موقوتة هو أكثر الأعمال خطورة وحماقة يجري الإعداد لها بقوة من قبل «القاعدة» والقوى الصديقة المتحالفة معها.

من هنا تأتي أهمية زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى القاهرة اليوم ودوره في محاولات فك الاشتباك بين هذه العناصر المتشابكة والمعقدة التي يمكن أن تشعل نارا لا أحد يستطيع إخمادها لسنوات طوال.

إن ما يحدث في سوريا، وتهديدات إسرائيل، وعبث التصريحات الإيرانية، والجمود والفشل الأميركي في التعامل مع هذه الملفات شغلتنا عن نقطة انفجار شديدة الخطورة وهي سيناء.

وتذكروا أن العبد لله، قد حذر مرارا وتكرارا في هذه الزاوية، أن بوابة جهنم لضرب النظام السياسي وتفتيت مفاصل الدولة في مصر هي بوابة سيناء وخاصة من جهة الـ11 كيلومترا المشتركة مع غزة.