توسعة المحب لمسجد الحبيب

TT

في السعودية وفي خضم احتفال شعبها بمناسبة اليوم الوطني، أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مشروعا جميلا ومهما، لا يعني السعوديين وحدهم، ولكنه يهم العالم الإسلامي بأسره، والمقصود هنا هو الإعلان عن أكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي الشريف، على صاحبه أزكى صلاة وأتم تسليم. وتأتي هذه التوسعة المهمة والكبرى، التي ستضيف مساحة ضخمة لعدد الزوار والمصلين المتزايد للحرم النبوي الشريف، لتزيد القدرة الاستيعابية للمكان بحيث يستقبل أكثر من مليون ونصف المليون مصل، وهو عدد يتماشى مع رواد هذا المكان الطاهر الذين يتزايدون بشكل طردي من عام إلى آخر.

وستكون التوسعة مثالا واضحا للتفوق والتميز في التصميم والتجهيزات والمواد والمواصفات القياسية، لتلائم كافة الاحتياجات المتوقعة والتقلبات المناخية والضغوطات الموسمية، واضعة نصب عينها راحة الزوار في المقام الأول بحيث تكون تجربة الزيارة نزهة روحية وذات مردود جميل بلا منغصات ولا سلبيات. ومشاريع التوسعة التي تتم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، سيسجلها التاريخ بأنها الأثرى والأكبر والأكثر تميزا، نظرا لما تضمنته من تفاصيل جديدة ومراعاة للاحتياجات المستقبلية بشكل لافت ومدهش.

شهادة حق بالنسبة للمملكة العربية السعودية، تتعلق بعنايتها الاستثنائية بالحرمين الشريفين عبر التوسعات المستمرة والتجهيزات القياسية لراحة الحجاج والمعتمرين والزوار والمصلين، وقابلية التطوير المستمرة عن طريق قبول ودراسة الأفكار والاقتراحات الجديدة الخاصة بذلك. وهناك الكثير من التجهيزات التي استخدمت في توسعة الحرمين الشريفين وكانت نقلة نوعية في التقنية المستخدمة مثل: التكييف المركزي بطاقة مهولة لتبريد الأرضيات الرخامية، وكذلك الأمر بالنسبة للتجهيزات الصوتية لنقل الأذان بشكل انسيابي، وأيضا نوعية الرخام وقطعه بالشكل الكبير للأعمدة والأرضيات، والشماسي الآلية التي تفتح وتغلق للتعامل والتكيف مع الشمس القوية في الساحات المفتوحة، والإضاءات المبهرة التي تنير الساحات بشكل كامل.. وغير ذلك من الأمثلة اللافتة والمهمة.

لم تدخر السعودية الجهد ولا المال للاهتمام بكل ما يخص الحرمين الشريفين بحيث يكونان مركز راحة استثنائية لكل زائر ومتعبد، حتى تحولت هذه المسألة لأهم إنجازات الدولة عالميا، وعليه ليس بغريب أن يكون المسمى الرسمي لحاكم البلاد هو خادم الحرمين الشريفين، في ظاهرة مميزة وفريدة من نوعها، تجعل ذلك اللقب والمنصب مختلفا عن أي مسؤول آخر حول العالم، وجميل أن يتطابق مسمى ولقب الحاكم مع نهجه العملي في رعاية الحرمين الشريفين.

ومنحت شركة «بن لادن» السعودية شرف تنفيذ هذا المشروع، وهو تأصيل جميل لتكريس شركة سعودية رائدة وتقويتها، نظرا لما في ذلك من مصلحة للاقتصاد السعودي، بالاهتمام بالشركات الكبرى في القطاعات التي تتميز فيها وتتألق، كنوع من مساندتها للنمو والتطور، وهي مسألة تستحق الإشادة. وكانت شركة «بن لادن» الرائدة أهلا لذلك بامتياز استثنائي، فكبرت الشركة وقويت، وتميزت في قطاعات مختلفة، بإدارة مميزة عن طريق المهندس بكر بن لادن الذي ورث أخاه سالم رحمه الله، ومن قبله والده محمد، ومع إخوانه يحيى وأحمد وصالح وغيرهم يؤدون دورا مهما يستحق التهنئة.

خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قدم في يوم بلاده الوطني هدية استثنائية للعالم الإسلامي ورسالة للعالم بأسره، وسط انشغاله بفيلم حقير يسيء إلى نبي الهدى والرحمة، ليقدم الملك عبد الله هدية عملية توضح مقام هذا الرسول الكريم في قلوب المسلمين وعقولهم ومكانته الحقيقية عندهم. التوقيت دائما جزء من نجاح أي فكرة وأي مشروع، ولذلك جاء توقيت إطلاق مشروع التوسعة الكبير هذا، بشكل يحسب للسعودية ومليكها أمام العالم والمسلمين بلا استثناء. سيسجل التاريخ هذا المشروع الجميل لصالح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كإنجاز المحب لرسول الهدى في طيبة الطيبة. نسأل الله أن يجزيه كل خير ويبارك له خطواته.

توسعة الحرم النبوي الشريف مشروع جميل في توقيت أجمل، يستحق التحية والتقدير.

[email protected]