«مبادئ» التدخل

TT

في عشرينات القرن التاسع عشر وضع الرئيس الأميركي جيمس مونرو «مبدأ» يعتبر أن للولايات المتحدة الحق في التدخل عسكريا ضد كل ما «يهدد مصالحها في نصف الكرة الغربي». وكانت ترجمة ذلك تحويل أميركا اللاتينية إلى مزرعة، بالطول والعرض. وفي ستينات القرن الماضي ظهر ما سمي «مبدأ بريجينيف»، أي رئيس الوزراء السوفياتي ليونيد بريجينيف، بعد «ربيع براغ». وترجمت أن لموسكو الحق في ضرب كل حركة استقلالية في أوروبا الشرقية.

لم يتوقف التدخل الأميركي في نصف الكرة الغربي أو الشرقي. ولا توقف التدخل الروسي في جورجيا أو أبخازيا أو طرطوس. الظاهرة الجديدة هي «مبدأ أحمدي نجاد» في طهران. الرسميون الإيرانيون يعلنون أن الحرس الثوري يعمل في سوريا ولبنان، ويعلنون أيضا أنهم استدعوا رجالهم من مواقعهم في العالم، إلى المواقع الأكثر أهمية في الخليج والمشرق العربي.

لم يفعل الإيرانيون أكثر من أنهم أعلنوا بعض ما هو معروف، غير معلن. أي تحويل النوايا إلى سياسة. وقد كان توقيت ذلك (عفوا أو قصدا) مع حدثين: الأول إعلان الرئيس بشار الأسد أن الحرب على سوريا حرب على إيران، والثاني دعوة الرئيس محمد مرسي إيران إلى قمة في القاهرة حول الوضع في سوريا.

حدث ذلك بعد حضوره قمة في طهران حول سوريا. وعلى الرغم مما قاله حول النظام، فإنه أعلن اعتراف مصر، في طهران وفي القاهرة، بشراكة (وليس بدور) إيراني في الشرق العربي، تماما مثله مثل النظام السوري. وفي طهران كما في القاهرة، غابت السعودية عن القمة والمؤتمر، فيما كان الأسد يقول إن الزاوية المثلثة في العالم العربي كانت مؤلفة دائما من مصر وسوريا والعراق ولا مكان فيها للسعودية.

وكان يمكن أن يكون ذلك صحيحا لو أن العداء المعلن بين بغداد ودمشق لم يستمر طوال حياة حافظ الأسد وصدام حسين. ومن بعض مظاهره قطع مياه الفرات عن سوريا ودخول القوات السورية إلى العراق ضمن قوات التحالف.

وفي أي حال، يشهد العالم أشكالا جديدة من التدخل، بينها أن باراك أوباما جاء إلى القاهرة يبدأ عهده فيها. وكان أول رئيس أميركي يفعل ذلك. كما كان أول رئيس يكلم حسني مبارك هاتفيا ليقول له: عليك أن تستقيل. الآن. وهو أول رئيس يستقبل أول رئيس إخواني، ويطلب منه حماية سفارته من الحريق.