تسويق فاروق الشرع؟

TT

وزير الخارجية التركي ينصح بتولي فاروق الشرع الحكم بدلا من بشار الأسد، ورجب طيب أردوغان ينصح بشار بالتعقل وأن «يضع عقله في راسه» ويحجم عن الأعمال العدوانية تجاه شعبه، والجيش السوري الحر يهدد حزب الله بنقل القتال إلى الضاحية الجنوبية في بيروت! كلام في التفاوض وكلام في التهديد، ما يؤشر إلى تسوية وما يؤشر إلى العكس تماما، ما يعطي انطباعا في السيطرة على الموقف داخل سوريا، وما يناقضه تماما باتساع مسرح الأحداث ليشمل الضاحية في بيروت وطرابلس والحدود الأردنية والشريط الحدودي بين تركيا وسوريا.

إشارات متناقضة في كل الاتجاهات ولا أحد يعرف بالضبط أين ومتى سوف يتوقف قطار الجنون الذي يقوده نظام بشار الأسد؟

عند أي محطة سنصل.. هل عند محطة الاغتيال أم التنحي أم الهروب أم التسوية أم تسليم السلطة لفاروق الشرع أم استمرار بحار الدم الحالية؟ حتى الآن، وحتى كتابة هذه السطور، ما زال سيناريو الجنون واستمرار مجازر الدم هو المعتمد رسميا لدى النظام الأسدي.

ما زال منطق الأمن أننا نتقدم بخطى واسعة في «تطهير البلاد من المخربين» (الثوار)، وما زال منطق الإعلام الرسمي «أننا قبل العيد الكبير سوف نرفع رايات النصر»!

من ناحية أخرى توقفت طويلا أمام خطاب عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض الذي يؤكد فيه «عدم وجود أي خلاف مع أي عضو من أعضاء حزب البعث السوري الحاكم طالما لم يشارك في القتل، وهذا ما ينطبق على فاروق الشرع كشخصية قابلة للحوار والتفاوض». ولست أعرف بالضبط هل يمكن سياسيا قبول الترشيح التركي لفاروق الشرع ليصبح «البديل» الموثوق فيه من النظام الأسدي والمقبول تركياً، والذي لا اعتراض عليه من المعارضة؟

هل نحن الآن في مرحلة تجربة تجهيز المسرح سياسيا لتقديم عرض «بانتقال سلس» للسلطة بعد بحار من المجازر الدموية؟

محاولة تسويق فاروق الشرع هي بضاعة تركية لا أعرف بالضبط إذا كانت ستجدي وستجد أي قبول من قبل المقاتلين والمجاهدين على ساحات القتال.

في الحالة السورية علينا أن نفرق بين الذي يقاتل على الأرض والذي يفاوض في أنقرة أو باريس.

هل فاروق الشرع هو اللواء عمر سليمان النظام السوري بمعنى هل هو الرجل «الجسر» الانتقالي بين نظام قديم وآخر جديد؟

وهل تنجح عملية تسويق الشرع في الشارع السوري؟

أعتقد أن الإجابة ما زالت مرتبطة بالرئيس بشار.