سيد الأهل

TT

في أسبوع واحد قدم السفير المصري عاطف سالم سيد الأهل والسفير الأردني وليد عبيدات أوراق اعتمادهما سفيرين لدى إسرائيل. وطبقا للتقاليد المتبعة في هذه الإجراءات سلم السفير سيد الأهل إلى رئيس إسرائيل شيمعون بيريس رسالة موجهة إلى «عزيزي وصديقي العظيم». وأوضحت الخارجية المصرية أن عنوان الرسالة ونصها نص روتيني يتكرر في صورة آلية ولا يتغير فيه سوى اسم الرئيس المرسل والرئيس المستلم والسفير حامل الأوراق.

كلام لا غبار عليه لكنه غير مقنع. فالعلاقات بين البلدان لا تتساوى. والصداقات بين الرؤساء ليست عظيمة كلها. وتعديل المصطلحات المتعارف عليها ليس خطأ دبلوماسيا ولا سياسيا. ولكن إذا شاء الرئيس المصري الجديد أن يبعث بسفير له إلى إسرائيل، فإن المسألة هي في السفير وليست في الخطاب الذي يحمله من مرشح «الإخوان».

ما دامت هناك علاقات دبلوماسية فإن تعيين السفيرين الجديدين خطوة عادية. ما ليس عاديا أن علاقات العرب فيما بينهم إما سيئة وإما أكثر سوءا. أي إنها على حالها منذ نصف قرن، انقسامات وتناكر وتآمر وشتائم. وثمة تطور جديد واحد وهو إضافة نوع جديد من اللاجئين والمخيمات. ففي خلال زيارة العاهل المغربي للأردن تفقد هذه المرة مخيم اللاجئين السوريين في «الزعتري».

الحالة السوريالية في العالم العربي لا تنتهي مرارتها وإنما تزداد ازديادا مرعبا. فالقاذفات السورية تقصف حلب والمعرة، بلدة أبو العلاء. وتاليا يرفض الرئيس المصري الكلام إلى الرئيس السوري لكنه يجد من الطبيعي مراسلة الرئيس الإسرائيلي. كما صار يبدو طبيعيا أن تعلن إيران أن حرب النظام السوري هي حربها، وصار مألوفا أن تبدو سوريا في هذه الحرب، ركاما يوميا وأعداد قتلى ولا أحد يكبد نفسه منذ فترة الإشارة إلى عدد الجرحى. أو المفقودين. أو المغادرين. أو الجائعين. أو الذين يفضلون الموت على الذل الذي رموا إليه.

باسم ماذا سقط أكثر من 30 ألف قتيل في سوريا؟ باسم الممانعة. المحور المعادي للسلام مع إسرائيل. لذلك تدك حلب ومعرة النعمان وتتخايل طائرات الميغ مثل الغربان السود فوق سهول المقابر. والعالم والعرب يتوسلون عبر الإبراهيمي هدنة يقل فيها - كما قال - عدد القتلى ورائحة الموت.