معارضة + تسلح هل يعني نجاحا؟

TT

قامت الدوحة بجهد جبار على مدار الليل والنهار، أنفقت فيه كل عزيز وغال من أجل إقناع فصائل المعارضة السورية بأن تتوحد. ولعل أحد أهم شروط التوحد، هو أن خلافات المعارضة الداخلية والتاريخية يجب ألا تكون معوقا وألا تقف حائلا أمام تنسيق الجهود لإقصاء نظام الرئيس بشار الأسد.

الشرط الثاني هو الاتفاق على رؤية استراتيجية لمرحلة ما بعد الأسد، والإجابة عن عشرات من الأسئلة المنطقية، المطلوب - الآن - الإجابة عنها، بشكل صريح وواضح لا يقبل التأويل.

هذه الأسئلة هي: ما مواصفات النظام السياسي الذي سيخلف الأسد؟ ما مكوناته، طريقة اختياره، برنامجه، تحالفاته، أفكاره، مداه الزمني كسلطة انتقالية، دستوره، طريقة تعامله مع قوى النظام القديم، تحقيقه للأمن والاستقرار، علاقاته الإقليمية وعلاقاته الدولية؟

وهناك أسئلة ستكون ذات خصوصية، مثل علاقات النظام الجديد مع حماس، حزب الله، طهران؟

الشرط الثالث: كيف هي علاقة الائتلاف الجديد للمعارضة مع قوى المقاومة المسلحة في الداخل. وهناك تبرز أسئلة، مثل أسلوب تمويل هذه القوى، كيفية وصول المال والمعدات إليها، وتأتي عملية الخلاف البريطاني - الأميركي الحالية حول تسليح المعارضة الداخلية لنظام الأسد نموذجا لهذه الإشكالية. تتحمس بريطانيا، بكل قوة، لدعم المعارضة بالسلاح من خلال منافذ بحرية أو إسقاط جوي أو عبر الأردن وتركيا بريا، بينما ترى واشنطن أن تسليح المعارضة الإضافي سوف يبرر لزيادة الحجج السياسية عند دمشق في مطالبتها لحلفائها في موسكو وبكين وطهران بإمدادات إضافية من السلاح ودعم سياسي جديد في مجلس الأمن الدولي. وتأتي دول الخليج العربي لتؤكد لواشنطن أن الموقف الأخلاقي يتطلب من واشنطن ضرورة الدعم اللوجيستي والتسليحي للمعارضة إزاء قصف طائرات الميغ الروسية والصواريخ والمدفعية الثقيلة إيرانية الصنع للمواطنين والمدن السورية.

هناك يأتي السؤال: هل توحيد رؤية وتوجهات فصائل المعارضة، وحسم موضوع التسليح قادران على سرعة حسم مسألة سقوط النظام السوري؟ أم أن المسألة تستدعي ما هو أكبر من ذلك قوة وتأثيرا، مثل حصار بحري وبري وجوي لسوريا يمهد لضربات جوية جراحية لأهداف منتخبة؟

هل يمكن أن توافق بكين وموسكو على ذلك؟

وما موقف طهران من مرحلة الفصل قبل الأخير لإسقاط الحليف بشار؟