أكثر الحدود خطورة في العالم

TT

على عكس التصور العام، ليست الحدود بين الكوريتين هي أكثر الحدود خطورة في العالم، كما أنها ليست الحدود بين سوريا وإسرائيل، على الرغم من نهاية حالة الهدوء التي استمرت لـ39 عاما بعدما ردت القوات الإسرائيلية على قذائف الهاون التي سقطت على أراضيها من سوريا.

لكن تعد الحدود التركية السورية التي تمتد لنحو 900 كيلو متر هي الأخطر في العالم الآن، حيث لا يمر يوم واحد من دون وقوع حادث خطير. ويُظهر اتجاه الحوادث وجود تصاعد في التحركات العنيفة من قبل جيش النظام السوري ضد الجيش السوري الحر الذي يسعى للاحتفاظ بالسيطرة على الأراضي القريبة من الحدود التركية. وبدأ الجيش السوري في استخدام قواته الجوية القوية لمطاردة الثوار على طول الحدود، وهو ما يثير حالة من الذعر بين الأتراك الذين يعيشون على الحدود مباشرة بسبب التفجيرات التي تستهدف المناطق السكنية عن طريق الخطأ.

وأقلعت الطائرات الحربية التركية في الثاني عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) في محاولة لتحذير الطائرات السورية التي كانت حريصة على تجنب انتهاك المجال الجوي التركي. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده قد قدمت مذكرة دبلوماسية إلى دمشق بشأن الحادث، وتعهد برد أنقرة في حال انتهاك المجال الجوي التركي. وأعرب حلف شمال الأطلسي عن دعمه الكامل لتركيا من خلال رسالة تضامن، وتمت بالفعل صياغة عدد من خطط الطوارئ لتلبية أي احتياجات أمنية محتملة. وقبل أيام أيضا، قام قادة أتراك بارزون بتفقد القوات التركية على الحدود لمعرفة مدى استعدادهم.

وعقب الوحدة بين فصائل المعارضة السورية بعد نحو عام ونصف العام من الثورة ضد النظام السوري، يمكن للمرء أن يتوقع تصاعد الصراع المسلح بين الجيش السوري والجيش السوري الحر، لا سيما بعدما أصبح المجتمع الدولي أكثر سخاء في تقديم الدعم للمعارضة. إن تزويد المعارضة بالأسلحة الثقيلة، وكذلك الأسلحة المضادة للطائرات والدبابات، من شأنه أن يؤدي بالتأكيد إلى رد فعل أشد من جانب الجيش السوري. ومع الوضع في الاعتبار أن هذا الصراع المسلح يحدث على بعد أمتار قليلة من الحدود التركية في شمال سوريا، فيمكن أن يكون هناك مزيد من الاستفزازات لجر القوات التركية إلى حرب دامية.

وعلى الرغم من هذا التصعيد المقلق على الحدود، فإن الشيء اللافت للنظر هو عدم تطرق رئيس الوزراء التركي أو أحزاب المعارضة لتلك القضية في بياناتهم الأسبوعية في البرلمان. وفضل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان توجيه انتقادات لموقف حزب الشعب الجمهوري المعارض، في حين لم يقدم زعماء المعارضة أي بيانات مهمة أو مقترحات إلى الحكومة.

ولن يكون هناك نصر سريع للجبهة المناوئة للأسد على ما يبدو، ولذا يتعين على الحكومة التركية والسياسيين الأتراك أن يكونوا أكثر إدراكا لحقيقة أنهم يقودون دولة تعد حدودها مع جارتها الجنوبية هي الأكثر خطورة في العالم.

وعلى الرغم من أن الحكومة التركية قد اتخذت كل الإجراءات الأمنية لحماية أرواح الأتراك، فإنها يتعين عليها أيضا أن تتوخى الحذر من محاولات جر تركيا إلى المستنقع السوري.

* بالاتفاق مع صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية