أكتب وأنا واقف على قدم واحدة

TT

اشتدت العاصفة وأشرفت السفينة على الغرق، وكانت تحمل ثلاثين مسافرا نصفهم من العرب والنصف الآخر من اليهود الصهيونيين.

ورأى القبطان أن السبيل الوحيد لإنقاذ السفينة هو التخلص من نصف حمولتها، فدعا المسافرين وأظهرهم على خطورة الموقف، وأفهمهم أن السبيل الأوحد للنجاة هو تضحية نصف الركاب، وأنه قرر إنهاء الأمر بالقرعة، ووافق الجميع على ذلك مهما كانت النتيجة.

وهنا وقف القبطان وجميع المسافرين في شكل دائرة دبرها، وقرر أن يعد من واحد إلى تسعة فمن وقع عليه الرقم تسعة ألقي في البحر.

ونفذ هذا التدبير في الحال فكانت النتيجة أن ألقى جميع العرب في البحر.

فكيف أوقف القبطان الركاب حتى انتهت إلى هذه النتيجة المؤلمة؟!

أنا أقول لكم كيف؟!

لقد رتب القبطان الخبيث اليهود والعرب بالطريقة الآتية: -

أربعة من اليهود فخمسة من العرب، يهوديان فعربي واحد، ثلاثة من اليهود فعربي واحد، يهودي واحد فعربيان، يهوديان فثلاثة من العرب، يهودي واحد فعربيان، يهودي فعربي واحد.

وبعد أن انتهت المهمة احتفل القبطان مع الناجين، وشربوا جميعا نخب النجاة.

والعزاء الوحيد للعرب الذين قذف بهم في البحر، أنهم غرقوا وماتوا شهداء، ولهم الجنة إن شاء الله.

ولكي أدل لكم عن مدى خباثة اليهود لا (ألمعيتهم)، إليكم هذه الحادثة الخيالية، عندما التقى مسلم ونصراني ويهودي، واتفق الثلاثة على أن يدعوا كل واحد منهم على الآخر.

فقال النصراني: أرجو من الله أن يميت من المسلمين عدد ما ينحرون من ضحايا العيد.

وقال المسلم: وأنا أسأل الله أن يمحق من النصارى عدد ما يلونونه ويأكلونه من البيض في عيد (الفصح).

أما اليهودي فقال: إنني لست شريرا إلى الحد الذي أدعو فيه عليكما، ولكنني أسأل الله أن يستجيب لدعائكما.

* * *

نصيحة مجانية أقدمها لكل ذي عقل وهي: عبارات يجب ألا تقولها مرة ثانية قبل أن تفكر فيها مرتين وهي:

- هذا لا يسبب لي أي إزعاج.

- اتصل بي في أي وقت تشاء.

- تأمرني بأية خدمة؟! هل يمكنني أن أساعدك؟!

- طبعا، أحضروا الأولاد معكم.

- لماذا لا تمكثون لتناول العشاء معنا؟!

* * *

لو سألتموني عن أكثر ما يزعجني لقلت لكم الاستماع للخطب الطويلة، لهذا فأنا معجب بالتقليد الياباني الذي يجعل الخطب قبل تناول الطعام، فذلك يخفف من قلق الخطيب ويحد من التطويل.

وأفضل من ذلك ما أصبحوا يفعلونه في جنوب أفريقيا؛ حيث إنهم فرضوا على الخطيب أن يلقي خطبته وهو واقف على قدم واحدة، وإذا لمست الأخرى الأرض انتهت الخطبة.

وقد أعجبتني هذه الفكرة وطبقتها حالا؛ حيث إنني أكتب لكم هذا المقال وأنا واقف على قدم واحدة، والآن تعبت فاسمحوا لي إذن أن أضع قدمي الأخرى على الأرض لتنتهي المقالة، وشكرا.

[email protected]