الزوج والزوجة.. ونار جهنم بينهما

TT

الكاتبة المتألقة (بدرية البشر) تحدثت عن مسألة (الخلع) حين تتعذر على المرأة العشرة الزوجية فتلجأ إلى الطلاق، لتجد نفسها أمام مفارقة قضائية غريبة تقول: «رجعي له مهره كاملا»، من دون أن يحرص القاضي نفسه الذي طبق حديث «ردي إليه حديقته» على متابعة بقية الحقوق، مثل توفير إقامتها في سكن إن كانت حاضنة للأطفال، وكذلك نفقتهم، المهم أن يستعيد هو «قروشه» مهما كانت الأسباب وعلى رغم سنوات العشرة الطويلة وإنجابها الأطفال، وقد تسفر الحسبة فيها عن أن مجموع الخدمات التي حصل عليها مقابل هذا الزواج من طبخ الطعام وغسل الثياب وتربية الأطفال تعادل مجموع ما دفعه من مهر أو تزيد.

وعلى رغم أنه لا يمكن لإنسان أن يشتري سيارة ويستخدمها ثم يعيدها لمعرض السيارات ويطالب باستعادة ثمن السيارة كاملا، لكنه ممكن أن يتزوج ثم يعيدها لمنزل أهلها بعد سنوات ويطلب المبلغ الذي دفعه كاملا، وقد سمعت عن أزواج طلبوا أكثر، وأن هذا يدخل في مفهوم «فدية» فعرفت أن المرأة تعتبر «مخطوفة عند الزوج» - انتهى.

وأزيد أختنا بدرية من الشعر بيتا ولكن بطريقة معكوسة، وهي حادثة سبق أن ذكرتها، ولكن لا بأس (ففي الإعادة إفادة) أحيانا: فهناك رجل متزوج ويحب زوجته حبا جما - مثلما يقول البلغاء الفصحاء - غير أنه نزق وحاد الطباع ولا يتورع في موقف غضب أن يتلفظ بأوسخ الألفاظ أو حتى يمد يده عليها، وبحكم أنها كانت لا تقل عنه حدة، فترد عليه دفاعا عن كرامتها، فطلقها المرة الأولى، وبعد مدة تحركت لواعج قلبه وأرجعها بعد أن أرضاها، وتكررت العملية للمرة الثانية، وأيضا خضع (لأمر الحب) مثلما قال وغنى عبد الحليم وأرجعها، وكانت الطامة الكبرى أنها تكررت للمرة الثالثة وذلك عندما (اشتعل الغضب فعمي البصر).

ندم كثيرا بعدها وأسقط في يده، وبما أنه لا يستطيع ولا يطيق العيش بعيدا عنها، فقد تفتقت قريحته على اللجوء لطريقة ملفوفة غير شرعية بأن اتفق مع رجل أن يتزوجها (كمحلل) - أو كما يسمونه (التيس المستعار) - وذلك لمدة ليلة واحدة ثم يطلقها لقاء أن يدفع له مبلغ (50) ألف ريال، ولكن الرجل أصر على أن يأخذ (100) ألف ريال، وفوق ذلك يسكن معها لمدة أسبوع في (سويت) بأحد فنادق الخمسة نجوم، وحيث إن الزوج متحرق شوقا لاستعادة (حبيبة قلبه) رضخ صاغرا لذلك الشرط الصعب.

وبعد أسبوع اتصل به لينفذ الاتفاق، فقال له: أمهلني يومين، وفي هذه المدة حجز بالطائرة وسافر معها إلى لبنان لقضاء شهر العسل.

وعندما ذهب الزوج إلى الفندق بعد يومين لمقابلته عرف أنه ترك الفندق، فذهب إلى مكتبه يستعلم عنه، فقال له الموظف إنه سافر، فرجع (يلطم)، والذي زاد في قهره أن زوجته التي طلقها اتصلت به من هناك و(ردحت) له، رافضة الرجوع له، مؤكدة أنها سعيدة مع (رجل أرجل منك) - على حد تعبيرها.

المهم أنه حاول بعد ذلك مع الرجل أن يرجع له على الأقل المائة ألف التي دفعها له، ولكنه رفض، وفكر أن يشتكيه ولكنه خاف من الفضيحة، فما كان منه في ساعة حماقة إلا أن يقتحم عليه المكتب وتضارب معه واعتدى عليه، وشهد الرجل عليه الشهود وتقدم بشكوى ضده في المحكمة، وحكم عليه بالسجن ستة أشهر، مع ثلاثين جلدة.

وانطبق عليه المثل القائل: (مضروبة ومغسل بقربتها).

[email protected]