الرافعة الروسية من جديد وادعاء حماية الأقليات

TT

في كل مرة يحشر فيها النظام السوري عسكريا، وتضيق به السبل يطل علينا الروس للتحكم بدفة القيادة السورية بعد أن جعل النظام الممانع سوريا مستوطنة روسية - إيرانية مشتركة بامتياز يتبادلون فيها الأدوار القيادية. الروس قاموا بدعوة هيئة التنسيق الوطنية، وهي معارضة قام النظام بتفصيلها على مقاسه لتلعب من جديد على وتر الحوار، وحكومة الوحدة الوطنية برعاية الأسد وتطبيق اتفاق جنيف الذي تلاعبت بمفرداته روسيا وفرضت أجندتها عندما عجزت الدول التي يفترض أنها داعمة للثورة عن اتخاذ موقف حاسم كي لا تغيب روسيا عن قاعة المؤتمر مع علمهم المسبق بأن مجرد حضور الروس هو فشل لهذا المؤتمر.

يطل علينا من موسكو أعضاء هيئة التنسيق ليطلقوا التصريحات النارية الخلبية، والتي لا معنى لها إلا في القاموس الروسي الذي يتلقفها ويروج لها بالتنسيق مع النظام وحتى وإن كانت تكلفة هذا الترويج أربعة انفجارات إرهابية مشبوهة في زمانها ومكانها في جرمانا التي تسكنها أقليات دينية، وتبعها بيانات ودعوات روسية لمجلس الأمن لإدانتها أعدتها الخارجية الروسية بشكل مسبق ومريب وبالتنسيق مع النظام السوري للإيحاء للرأي العام العالمي بأن هناك إرهابيين يستهدفون الأقليات ولكن الكوميديا السوداء تعرض يوميا في بلادي في كل سحابة دخان تنجم عن صاروخ روسي من بين عشرات الصواريخ التي تتساقط يوميا حاصدة أرواح المئات من أطفال سوريا الأبرياء والذين لا تسقط من أجلهم أي دمعة من عيون التمساح الروسي الأعشى عن الحقيقة. وكل القصد إظهار المعارضة المزيفة على أنها المعارضة الشريفة الوطنية التي يجب حوارها وأن غالبية الشعب السوري والمعارضة الحقيقية هم عصابات إرهابية.

عندما يصدر أي تصريح مجاملة من روسيا للتخفيف من مظهرهم الشيطاني كتصريح رئيس الوزراء الروسي مدفيديف بأن موسكو لا تربطها علاقات مميزة بالأسد وأنها غير متمسكة به، يهلل المهللون، ويطبل المطبلون بقرب تغير موقف موسكو ولكن الحقيقة أن الروس لن يغيروا موقفهم وإنما سيلعبون لعبة حكومة الدمية التي ينها حكومة التكنوقراط برعاية الأسد لأجل إطالة عمره حتى انتخابات 2014 التي سيفوز بها الأسد بنسبة 70 في المائة وليس 99 في المائة كي لا تصيبه العين السيئة وبحضور المراقبين الروس والإيرانيين وحلفائهم الذين سيختارهم النظام السوري بحجة السيادة الوطنية كما قام باختيار المراقبين العرب من مريديه ومؤيديه والجنرال الدابي مثالا.

ما يحز بالنفس أن روسيا تدعم إبادة الأكثرية السنية في سوريا وتتباكى بكاء التماسيح على الأقليات وحتى إنها تساعد النظام على دفع بعض الأقليات للانخراط في عملية التطهير العرقي التي يقوم بها النظام، واليوم عيون الشعب السوري والعالم أجمع شاخصة بانتظار الحكومة المؤقتة التي ستنقل الاعترافات الدولية من الواقع الافتراضي إلى العملي وستكون الرافعة التي ستحمي الشعب السوري بأكثريته وأقلياته وتحطم الرافعة الروسية الملوثة بدمائنا وإن شاء الله سنبذل جهدنا وإمكانياتنا المتواضعة لإنجاح مهمة هذه الحكومة الموعودة.

* القائم بأعمال السفارة السورية السابق في لندن