أغلقوا أفواهكم.. وناموا!

TT

بالأمس كتبت في «الوطن القطرية» متسائلا حول نهاية الرجل الأكثر جدلا في تاريخ كرة القدم الآسيوية والعالمية القطري محمد بن همام، وحتى الآن لم أسمع تعليقا حقيقيا يُلقي ولو بقعة ضوء صغيرة على واحدة من أهم القضايا الكروية في التاريخ الحديث.

بن همام الذي كتب في بيان استقالته قائلا: «إن قرار محكمة (كأس)، وهي أعلى سلطة تحكيم رياضي بأن عقوبة (الفيفا) تجاهي كانت غير مبررة.. قرار كاف».. وقال: «لا أريد تمضية بقية حياتي وأنا أكافح مزاعم لا أساس لها من الصحة.. أريد التركيز على عائلتي وأعمالي.. ولو ظهرت اتهامات جديدة فسأدافع عنها بنفس الطريقة التي دافعت بها سابقا». ويختم بن همام بيانه بالقول: «أنا آسف لأنني قررت الاستقالة في الوقت الذي كان يتوقع فيه أنصاري وأصدقائي مني أن أواصل الكفاح حتى النهاية، حتى أستعيد منصبي».

والأكيد أنه لا يحق لنا التحدث باسم بن همام ولا نيابة عن أنصاره وأصدقائه، ولا ندعي أننا منهم، أو ليس منهم، فالرجل عربي منا وفينا خدم كرة القدم في آسيا والعالم وفي قطر على مدى 40 سنة، واختلف الناس حوله بين مساند لأفكاره الاحترافية والتطويرية، ومختلف معه بشدة، وسط مناكفات وعداوات وخلافات بين بعض المسؤولين العرب والخليجيين تحديدا، وبين غير العرب من كوريين وأوروبيين وآسيويين.

وبما أنها قضية رأي عام؛ لهذا نتحدث فيها.. فلم يبق صحيفة أو برنامج أو شخص مهتم بكرة القدم إلا وأفتى برأيه في الموضوع، ومن حق الجميع معرفة الحقيقة لأن الموضوع ليس خلافا شخصيا بين بن همام وبلاتر، بل هو موضوع كبير يطال كرة القدم في العالم كله، وفي قارتنا الأكبر في هذا العالم، وبالتالي تتعلق باتحاداتنا وأنديتنا ولاعبينا وجماهيرنا، لهذا ليس من حق أحد أن يقول لنا «يعطيكم العافية.. الملف تم إغلاقه فأغلقوا أفواهكم وناموا».

من حق بن همام أن يفعل ما يراه مناسبا، وأن يستقيل، أن يقاتل، وحتى أن يصل لقناعات لا علاقة لها بقناعاتنا ولكن نريد أن نعرف الحقيقة؛ فإذا كان «الفيفا» فشل في إثبات التهمة عليه، فلماذا يستمر إيقافه على خلفية شكوك واتهامات لا أدلة عليها، ولو عليها أدلة فلماذا البراءة؟ وإذا كان هناك براءة فلماذا الاستقالة طالما أن الأصعب لم يتم إثباته.

وهل هي رسالة «تحذيرية ترهيبية» من بلاتر ومن لف لفيفه لأي عربي أو شرق آسيوي يفكر في احتلال عرش الفيفا، أم هي مؤامرة وقع الرجل ضحيتها، أم أنه بكل بساطة دخل لعبة هو أكبر منها (وللأمانة كان جزءا منها)، وهل الشغلة بالقانون أم بالعند؟ وإذا كان القانون وكانت الحقيقة «لعبة أو مطية في أيدي البعض»؛ فكيف سنتقبل أي قرارات لاحقة أو نهضم قرارات سابقة شككنا في أن فيها كثيرا من عدم الموضوعية، ولا نقول «الفساد»؟

هل لعب بعض العرب دورا في نهاية بن همام الكروية أم كتب بن همام نهايته بيده، وهو الذي يتحدث عن حلقة مفرغة من الادعاءات. وأين كانت هذه الادعاءات والاتهامات عندما كان بلاتر وبن همام سمنا على عسل؟

هل «الفيفا» مؤسسة نظيفة؟ وإذا لم تكن كذلك؛ أفليس من حقنا أن نطالب بتنظيفها أو نكشف المستور فيها؟ ومن هو الرجل أو المجموعة القادرون على فعل ذلك؟

هل يقول لنا بلاتر من يتحداني هذا مصيره، ومن لا يعجبه الكلام فليغلق فمه وليذهب لينام؟

هل أسمع صوتكم معلقا على أمر يُصيب كل من أحب كرة القدم أو مارسها يوما؟