أنزه رجل في العالم

TT

قرأت عن رجل اعتبره المجتمع في ذلك الوقت (أنزه رجل في العالم)، وذلك في الثلاثينات من القرن الماضي.

والحكاية وما فيها: إن رجلا إسبانيا ودع صديقه في محطة القطارات واشترى ورقة (يا نصيب)، فقال له صديقه وهو يلوح له بيده من نافذة القطار المتحرك: أرجوك اشتر لي أنا أيضا ورقة معاك، ولبى طلبه.

وبعد أيام وإذا بذلك الصاحب يربح بورقته ثلاثة ملايين (بزتا)، وهي تعادل اليوم خمسة ملايين دولار، فاتصل الرجل النزيه بصاحبه يبشره بالفوز، وسأله: كيف عرفت ورقتي من ورقتك؟! فقال له بكل براءة: المسألة بسيطة لقد وضعت كل ورقة في ظرف مغلق وكتبت عليها الاسم، وكانت ورقتك هي الفائزة ومبروك عليك.

والمؤلم - وهذا هو الذي (سطحني) - أن ذلك الصديق الفائز تسلم المبلغ دون أن يعطي منه الرجل النزيه ولا (بزتا) واحدة.

وإليكم حادثة أخرى (فريش) - أي (طازه) مثلما يقولون - وهي حدثت في (دبي) قبل أشهر وبطلها رجل سعودي، ركب التاكسي الذي ذهب به حسب طلبه إلى سوق الذهب، ونزل بسرعة بعد أن نسي حقيبته التي تخصه وفيها 360 ألف درهم وجواز سفر ووثائق هامة، وعندما اكتشف السائق ذلك رفض أن يركب معه أي زبون، وصار أكبر همه أن يجد ذلك الرجل، وأخذ يلف بسيارته حول السوق عدة مرات، ثم تركها وأخذ يسير على قدميه باحثا عنه وسط الجموع وبعد أن مرت الساعات وأعياه التعب وشارفت السوق على الإغلاق، ذهب إلى مقر الشركة وسلمهم الحقيبة، وما هي أقل من ساعة حتى دخل عليهم الرجل وهو يوجه أقذع الشتائم للسائق اللص الذي هرب بالحقيبة، ولكن ما إن وقعت عيناه عليها حتى تحولت شتائمه إلى صرخات فرح، وسرعان ما فتحها وتناول (رزمة) النقود وأخذ يعدها أمام الجميع، ثم هز رأسه وتنهد قائلا: الحمد لله (مظبوطة) لم ينقص منها شيء، ثم نهض واقفا واحتضن السائق وشكره، وأخرج من جيبه (عشرة) دراهم قائلا له: خذ هذه لك حلالا زلالا وتستأهلها على حسن أمانتك، غير أن السائق شكره وردها له.

ويقول ذلك السائق الباكستاني واسمه (شعبان علي) حسب ما ذكرته جريدة (جلف نيوز): إنني غير نادم، وكنت سوف أرجع المال لصاحبه سواء كافأني أو لم يكافئني - انتهى.

أما لو كنت أنا سائق ذلك التاكسي ولقيت تلك اللقيا، من ذلك الرجل (النتن)، فلا شك أن (السيناريو) كان سيختلف (كومبليتلي) - خصوصا إذا (ارتخت أذني).

* * *

تجمع مدرسة ألمانية تلامذة من مسيحيين ومسلمين ويهود، مسلطة على الاختلافات بين الأديان الثلاثة في مسعى لاحترام الآخر، ويفصلون عن بعضهم البعض يوم الاثنين لساعة ونصف، لتدرس كل فئة أصول دينها، ويقول المدرس (سيباستيان هوبراك): «إنها تجربة ثورية، وهو مشروع فريد من نوعه في ألمانيا»، ويضيف أن فوائد هذه التجربة تتمثل في تعزيز الهوية الدينية لدى كل طفل.

وتأمل المسؤولة عن التعليم الديني الإسلامي (أنيت عبد الرحمن) في أن يؤدي المشروع إلى تعليم الأطفال احترام الديانات الأخرى - انتهى.

وهذا ما حصل، إذا نشأت بين التلاميذ صداقات ليس فيها أي تعصب أو حساسية.

[email protected]