الجدة التي أنجبت حفيدتها

TT

تذكر بيت الشعر الشعبي القائل:

من لا يودك لا توده وترجيه

ارفع مقامك يا عزيز المقامي

والسبب أن أحدهم سبق له أن اتخذ مني موقفا عدوانيا ظالما وغير مبرر، ونظرا لأنني أريد أن أكون رجلا صالحا على الأقل في أيامي الباقية حتى (لو جيت على نفسي)، لهذا عقدت العزم على تطبيق الآية الكريمة التي جاء فيها: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ».

وفعلا ذهبت إلى منزله ودخلت مجلسه دون استئذان، وما أن شاهدني حتى تغيرت ملامح وجهه، فلم يقف ولم يرد السلام علي، لا هو ولا جلساؤه، وقطعوا كلامهم وران عليهم الصمت، وكأن الذي دخل عليهم عفريت وليس إنسانا له مشاعر.

الواقع أنني خجلت من نفسي واضطربت قليلا، ولم أملك إلا أن أصافح نفسي بنفسي على الطريقة اليابانية، ثم استدرت سريعا موليا الأدبار، ولا أنسى سماعي لضحكاتهم المتهكمة المتندرة وهي تلاحقني حتى الباب الخارجي.

* * *

لقد تأثرت جدا وأنا أقرأ عن جدة أنجبت حفيدتها.

والمسألة ليست نكتة ولا لغزا ولا معجزة كذلك، ولكنه تطور العلم والطب الذي فعل ذلك، والحكاية وما فيها أن (ساركونيل) امرأة تعاني من مشاكل صحية تعيقها نهائيا من الحمل والولادة، وعندما عرفت والدتها (كريستين) مصيبتها وأحست ما تعيش فيه ابنتها من كآبة، اقترحت أن تقوم هي بدلا منها بهذا الدور رغم أنها على مشارف السبعين من عمرها، وطرحت هذه الفكرة على الطبيب، وفعلا أخذ من ابنتها البويضة، ولقحها بالسائل المنوي للزوج ثم زرعها في رحم الأم، وما هي إلا تسعة أشهر حتى أهدت لابنتها طفلة جميلة.

ولا أدري ماذا سوف تناديها تلك الطفلة؟! هل تقول لها: يا ماما، أو يا تيتا.

* * *

احتجاجا على قيام المرور بسحب رخصته لمخالفته قانون المرور، أقدم سائق سيارة خاصة على إشعال النار في سيارته بمدينة دمنهور بمصر.

وهو لا يقل حماقة عن ذلك الرجل الذي غضب على زوجته بسبب غيرته الجنونية عليها، ولكي يعاقبها أقدم على قطع أعز ما يملك - أي قطع خلفته - وكأنه بذلك يتأسى (بشمشون الجبار) عندما هدم المعبد قائلا: علي وعلى أعدائي يا رب.

ونسي ذلك المعتوه أنه أصبح هو المتضرر الوحيد، لأن الزوجة طلبت (الخلع) وحصلت عليه بعد عدة أسابيع من (القطع)، وما هي إلا ستة أشهر حتى زفت لعريسها الجديد بين الزمر والرقص.

وجلس (سبع البرمبة) مهوي.

[email protected]