الجهاد السوري

TT

تتوالى الأنباء، الصادق منها والكاذب، الخالي من القصد، والمدفوع بنية التشويه، حول وجود جماعات «جهادية» في الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد.

تتصدر هذه الأنباء ما يسمى «جبهة النصرة»، وهي مجموعة غامضة، أقصى ما تم التوصل إليه حولها هو أنها مجاميع متنوعة للقتال ضد جيش الأسد وأجهزته الأمنية، وشبيحته. وردت أنباء عن وجود شباب من الأردن وليبيا وحتى الشيشان والسعودية ضمن صفوف هذه الجماعات المقاتلة بضراوة «نصرة» للمقتولين والمهجرين والمغتصبين من السوريين والسوريات على يد بشار.

أعرف أن البعض لا يحبذ الحديث حول هذا الأمر، حتى لا يشمت النظام الأسدي وأبواقه في كل مكان، ولكن التعامل بشفافية وثقة مع هذا الأمر هو المفيد، وبالنسبة لشماتة الأسد أو فرحه، ومعه قيصر موسكو بوتين، وملا طهران خامنئي، وخطيب الضاحية الجنوبية حسن نصر الله، فلا يعني شيئا، كما أن وجود هذه الجماعات، المتأخر في عمر الثورة السورية، لا يعطيهم صك براءة من الجريمة في القتل أو حماية القتلة ودعمهم، بل إن هذا الأمر يقدم دليلا إضافيا على مدى التخريب والتجريف الذي ارتكبه النظام الأسدي ورعاته في العالم، في حق الشعب السوري من ضعف مناعة، وإجبارهم على اللجوء لكل من يمد يد العون ضد آلة القتل، حتى ولو كان الشيطان نفسه، خصوصا أن نظام بشار الأمني، ومثله إيران سبق أن تعانوا مع جماعات «القاعدة»، مرارا وتكرارا، وما جماعة «فتح الإسلام» في نهر البارد بلبنان عنا ببعيد، ولا إيواء الحرس الثوري لقادة «القاعدة» في إيران أيضا. فلا يعظ حول التعاون مع الإرهابيين واعظ من دمشق أو طهران!

هذا أمر، والأمر الثاني، هو أن وصول الجماعات المقاومة في سوريا إلى درجة «الجهاد» أو على الأقل بعضها، كان نتيجة طبيعية لتخاذل، إن لم يكن تآمر، المجتمع الدولي تجاه الكارثة السورية، وإمعان الأسد ومعه شبيحة حسن نصر الله، وضباط الحرس الثوري، وخبراء موسكو، هو الذي أدى إلى الشعور باليأس لدى من يقع عليه فعل القتل من السوريين.

هذا هو الحال، ومن قدم السبت فسيجد الأحد.

[email protected]