احذروا المعالجة (بالهرمونات)!!

TT

قامت الدنيا ولم تقعد بعد بسبب خطأ طبي في نقل دم ملوث (بالإيدز) لطفلة في منطقة جازان بالسعودية، وكل خطأ من الممكن أن يغتفر بشريا إلا الخطأ الطبي - خصوصا إذا ذهب ضحيته طفل على مشارف مستقبل الحياة.

وإذا أردنا أن نتكلم عن الواقع فالأخطاء الطبية تحدث في جميع أنحاء العالم، بما فيها الدول المتقدمة علميا، وأستطيع أن أؤكد أنه بناء على الإحصائيات الموثقة فإنه في أميركا مثلا، وهي التي تعتبر في سنام قمة التطور العلاجي، هناك طبيب واحد من بين سبعة أطباء قد تعرض للخطأ يوما، وتنزل هذه النسبة في دول العالم الثالث إلى طبيب واحد من بين أربعة أطباء.

لهذا أنا شديد التردد والحذر للمعالجة لأي ظرف صحي طارئ يصيبني، وغالبا ما ألجأ إلى معالجة نفسي بنفسي حسب الطرق البدائية مقتديا بالمثل القائل: «بيدي لا بيد عمرو».

أعرف أن هذا الأسلوب هو أسلوب غير حضاري وفج، ولا أدعو وأشجع أي إنسان عليه، لأن لكل داء دواء، وعقدتي النفسية المزمنة المتمثلة في خوفي الرهيب من المرض هي التي أجبرتني عليه، لهذا من النادر أن أعقد صداقة مع أي طبيب، ولا أمر بسيارتي من جانب أي مستشفى أو صيدلية حتى ألوح رأسي ونظري بعيدا عنهما.

ونتيجة هذه الأخطاء ازدهرت شركات التأمين على الأمراض، بل وحتى على الحياة، وأكثر من يفرح من هذه الأخطاء هم المحامون الذين تزدهر سوقهم كلما كثرت.

المشكلة يكمن أغلبها في العيادات الخاصة لبعض الأطباء الذين امتهنوا التجارة الصرفة إلى جانب شهاداتهم الطبية، فالزبون الذي يدخل أي عيادة وهو يشتكي من علة واحدة يتحول بقدرة قادر إلى بقرة حلوب تدر على العيادة المزيد من الحليب والنقود، وليس هناك أسهل من الخضوع للكشوفات والتحاليل التي تصل فواتيرها للشيء الفلاني، ويخرج بعدها الزبون وقد عششت العناكب في جيبه الخالي.

ومن الإنصاف أن أعترف بأن كلامي هذا لا ينطبق على كل عيادة وكل طبيب، لأن هناك أطباء أخلصوا لقسمهم الذي أدوه، وهم يخافون رب العباد قبل أي شيء مادي وغير مادي.

وهناك قضايا تثار ضد إهمال الأطباء وهي أشبه ما تكون بالقضايا الكيدية، إلى درجة أن الأطباء في بعض الدول المتقدمة اتهموا مرضاهم بالأنانية وعدم الاعتراف بالفضل والطمع في النقود، ووصفوا المحامين الذين يترافعون في هذه القضايا بأنهم نهازون للفرص، وطالبوا بإعداد قائمة سوداء تتضمن أسماء كل من يركبون موجة الشكاوى الكيدية.

وآخر القضايا التي قرأت عنها حصلت في بروكلن، عندما طلبت أم تعويضا قدره خمسة ملايين دولار من الطبيب الذي عالج ابنها البالغ عمره تسع سنوات، وذلك عندما عالجه بالهرمونات، وخرج الطفل من العملية بحوافز جنسية غريبة، وأصبح عنده شبق أكبر من شبق المراهقين الكبار، إلى درجة أن زميلاته بل ومدرساته أخذن يتحاشينه ويهربن منه ويشكوْن منه مر الشكوى، بسبب مطارداته لهن في الحمامات، ومحاولاته التي لا تنتهي على أمل اغتصابهن.

ولو أن هذه الأم تطلب استشارتي لقلت لها زوجيه اليوم قبل بكرة، حتى لو كانت الزوجة هي مديرة المدرسة نفسها.

[email protected]