برمجة المباريات.. ضغوط لا تنتهي

TT

في البداية أتساءل عن المشكلة الأزلية التي ما زالت تعيد نفسها بخصوص برمجة المباريات وتداخلها وتزامنها مع أوقات قريبة وحرجة بين ما هو محلي وخارجي بشكل متعاقب.. إلى متى؟ ومتى ستنتهي؟ ولمصلحة من؟!

الجولة الأخيرة من دوري زين السعودي شديدة الزحام على الأندية جميعها، خصوصا على الفرق التي تمثلنا خارجيا «آسيويا»، خصوصا أن أهميتها تكمن في ترتيب الصورة النهائية للدوري هذا العام، هذا إذا سلمنا بتفوق الفريق «الحساوي» الخيالي الفتح، الذي باعد منذ زمن المسافة بينه وبين أقرانه بما فيهم الأقرب منافسة الهلال!

الهلال والشباب والأهلي والاتفاق جميعها لديها مباريات آسيوية مهمة في دوري الأبطال بعضها خارج الوطن ولديها لقاءات حاسمة وحساسة في الدوري وتحديد المراكز الأولى لدوري زين للمحترفين.

الهلال والأهلي لديهما لقاء مشترك في آخر الجولات من دوري زين، ولديهما لقاءات قريبة ومتداخلة محليا وآسيويا، فالهلال مقرر له أن يلعب مباراة كل ثلاثة أيام تقريبا بين مدن عدة، والأهلي لديه خمس مباريات خلال أسبوعين، وكذلك البقية بما فيهم الشباب والاتفاق الذي قرر له أن يلعب أمام المتصدر والقريب من اللقب الفتح مباراة مهمة، وهو يشارك في دوري الأبطال الآسيوي، بينما يبقى الفتح مرتاحا في مكانه!

الهلاليون أعلنوا تذمرهم من البرمجة الضاغطة أو «المضغوطة»، وكلاهما في «الضغوط» سواء، بإعلان التظلم من ناحية، وبالرغبة الثنائية التوافقية المشتركة مع الأهلي بالتأجيل لوقت لاحق لمصلحة الفريقين المشتركة التي هي أساسا مصلحة للكرة السعودية وسمعتها ومسماها! الأهلي متظلم، ولكن الهلال أكثر تظلما!

أتساءل: ما الذي يريده اتحاد الكرة، وتحديدا لجنة المسابقات، من فائدة وراء رفض التأجيل أو قبله من البرمجة الضاغطة للفرق التي تمثل الكرة السعودية خارجيا وتلعب باسمها؟! ولمصلحة من؟! إذا كانت هناك مسافة زمنية كافية لمعسكر المنتخب ولقاء إندونيسيا «المهضوم» فنيا!

من يريد إلحاق الضرر «مع سبق الإصرار» بالفرق التي تمثل الوطن خارجيا والذي عبر عنه رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد عبر تغريدته الأخيرة؟! أليست نتائج تلك الفرق من مصلحة الكيان الأخضر؟! إذن لماذا لا يتم إفساح المجال زمنيا محليا «دوريا» لها لتتوافق مع نفسها وإمكاناتها بشكل أفضل لتمثيل الوطن؟ ومن ثم تلام على الإخفاق المتكرر من وراء برمجة «عقيمة» لم يتم وضع حلول لها حتى مع تغيير المسميات والمناصب، لأن «العلة» مزمنة ومتواصلة وانتقالية!

أي متابع حصيف ومنصف سيرى بعين الحق أن برمجة المباريات وضغوطها أحد الأسباب الرئيسية في تدهور كرتنا السعودية وانحدارها! عطفا على أنها إشكالية خاصة ليس لها مثيل في أي دوري بالعالم تتوافق نتائجه مع مبارياته المعاقبة بشكل غير صحي!

نتحدث عن أدوات كروية قوامها «بني آدميين»، بمعنى طاقات بشرية محدودة وليس آلات أو ماكينات تصنع الفارق في كل مباراة وأي توقيت! فاللاعبون طاقات بدنية وذهنية ونفسية والطاقة أجلها محدود ووقتي!

أعيدوا برمجة المباريات مستقبلا للصيغة التوافقية التي لا تسمح بالإرهاق أو الملل أو الضعف والضغوط بالتسلل إلى كرتنا ومسابقاتنا ومشاركاتنا الخارجية، أعيدوا النظر أكثر في استراتيجيات المعسكرات الطويلة التي لم يعد لها مكان إلا لدينا، «فو الله» لن يستفيد أحد لا الأندية ولا المسابقات ولا اللاعبون ولا المنتخب من وراء برمجة كهذه!

[email protected]