جائزة «فالصو»!!

TT

بدأت تتسرب بعض نتائج جائزة الـ«ميوزيك أوورد» التي تقام في شهر مايو (أيار) وبدأت معها أيضا التشنيعات التي تلاحق كل من حصل عليها أو في الطريق للحصول عليها. عمرو دياب هو أكثر المطربين استحواذا على تلك الجائزة، فهو ينتظرها لرابع مرة، ويلاحقه هذه المرة منافسه التقليدي تامر حسني.

عمرو أيضا يحتل المرتبة الأولى تعرضا للنقد بسبب ما يحيط تلك الجائزة من شبهات، فالمفروض أنها تعتمد على أرقام التوزيع وليس الإبداع، والأرقام لا تكذب، ورغم ذلك فإن تامر حسني قال أكثر من مرة إنهم عرضوها عليه مقابل أن يدفع مليوني دولار، لكنه رفض، وأن منتج أشرطته نصر محروس كان على استعداد لكي يسدد المطلوب، إلا أن تامر قال له: «لا أريد جائزة». وطبقا لهذه الرواية ذهبت الجائزة في 2007 إلى عمرو دياب.. أما في 2006 فقد أثار المطرب حسين الجسمي حكاية مشابهة وبنفس الرقم، مليوني دولار، حيث قال إنها عرضت عليه وعندما رفض دفع «المعلوم» ذهبت إلى المطربة إليسا!!.. وبالطبع غضبت إليسا وفتحت النيران على الجسمي.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تصلني فيها حكايات مشابهة عن هذه الجائزة التي تشغل بال نجوم ونجمات الغناء في عالمنا العربي. دعنا نتفق أولا أن الإبداع لا يمكن أن تحيله وأنت مطمئن إلى رقم، إلا أنني أرى أيضا أن الأرقام في حياة النجوم لا يمكن تجاوزها، وأن مؤشر التوزيع هبوطا أو ارتفاعا ينبغي أن يصبح أحد أهم العناصر التي ينصت إليها الفنان ويعمل لها ألف حساب، لكنها ليست العامل الوحيد في التقييم.

الرقم الموثق لا يخضع لاختلاف الآراء، الأرقام مفروض أنها لا تعرف الماكياج، إلا أن الذي حدث وتكرر كثيرا مع هذه الجائزة تحديدا أن هناك تلاعبات رقمية. مثلا قبل عشرين عاما أثيرت مشكلة كان طرفها الراحل مجدي العمروسي، الذي كان يشغل منصب رئيس اتحاد موزعي الكاسيت في الشرق الأوسط، حيث استندت الجائزة إلى الرقم الصادر من العمروسي على اعتبار أن عمرو هو الأكثر توزيعا، وبعد حصول عمرو على الجائزة كان من المفترض أن يشيد عمرو بالعمروسي، لكنه لم يفعل، فما كان منه - أقصد العمروسي - سوى أن قال على صفحات الصحف وفي كل وسائل الإعلام إنه أخطأ، وإن المطرب الذي كان يستحق وقتها الجائزة هو محمد فؤاد المنافس التقليدي في تلك السنوات لعمرو دياب، وقال فؤاد: «هذه جائزة مشبوهة لا يشرفني الحصول عليها»!!

جائزة تحيطها كل هذه الأقاويل، حتى ولو كانت بعض القصص تحمل نوعا من الضرب تحت الحزام للتقليل من قيمتها أو بسبب الغيرة الفنية التي لا تعرف سوى الانتقام، فإن الجانب الآخر من تلك الصورة هو أن جائزة الـ«ميوزيك أوورد» فقدت مشروعيتها كقيمة أدبية.. فلماذا نرى سنويا السعادة على وجوه مطربينا عندما تعلن أسماؤهم، ثم يملأون بأحاديثهم أجهزة الإعلام وهم يؤكدون أن تلك اللحظة - لحظة تسلمهم للجائزة - هي حدث تاريخي وموقف لا يمكن أن يغادر مشاعرهم طوال العمر؟

هذه الجائزة وغيرها تتحول إلى مجرد رسائل يحرص النجوم في عالمنا العربي على أن يقدموها بين الحين والآخر لجمهورهم، ويؤكد كل منهم من خلالها أنه الأول والملك المتوج على عرش الغناء.. نعم الجائزة فقدت الكثير من قيمتها، إلا أن الوجه الآخر من الصورة يؤكد أنها لا يزال لها بريق ولمعان زائف عند قسط من الجمهور.. نعم ليس كل ما يلمع ذهبا، إلا أنه عند البعض يكفي أنه يلمع حتى ولو كان «فالصو»!!