هل تخصص أندية تواجه الإفلاس؟

TT

بادئ ذي بدء.. نشدد على أننا نحترم المجهودات الحثيثة التي بذلت من فريق عمل دراسة التخصيص وتطوير الاستثمار الرياضي السعودي، ومجهودات أعضاء شرف ورؤساء الأندية السعودية الممتازة.. ونثمن حماس قيادات الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتسريع خطوات خصخصة الأندية «مهما كلف الثمن»، قناعة منهم بأن الخصخصة تعد مرحلة متقدمة «جدا» في بناء العمل الاحترافي في المجال الرياضي!

لكن السؤال العريض «جدا» يطرح نفسه: هل وُفقت الأندية السعودية في تطبيق احتراف ناجح؟!.. وما الذي أحدثته النقلة الاحترافية لكرة القدم السعودية على صعيد منتخب المملكة العربية السعودية الأول لكرة القدم في السنوات الأخيرة؟!

دعونا نستعن بآراء مسيري كرة القدم السعودية في اتحاد الكرة وفي الأندية «أيضا».. يقول رئيس الاتحاد الكروي المنتخب وفق نقل زميلنا «ياسر البهيجان» في صفحات هذه الصحيفة يوم 2013/3/20، وحسبما دار في اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد الكرة: «مصروفات اتحاد الكرة في عام 2012 شهدت مبالغة كبيرة، ومع ذلك سنعتمدها حتى نهاية الموسم الحالي»!

ليس هذا فحسب؛ بل إن الديون السابقة على مجلس إدارة الاتحاد السابق بلغت 75 مليونا.. فكيف سيتم السداد والمصروفات المنتظرة لاتحاد الكرة تجاوزت 190 مليونا كتقدير مع إيرادات متوقعة نحو 82 مليون ريال مقابل عجز مالي يقدر بـ108 ملايين ريال؟!

هذا على صعيد اتحاد الكرة؛ لكن ماذا عن الأندية ومطالباتها؟!

لا يخفى على أحد حجم الديون المتراكمة على العديد من الأندية الكبيرة في كل شيء.. فضلا عن متأخرات كثيرة للاعبين وصلت لمرحلة إضراب اللاعبين عن أداء التمارين.. وإليكم ما ساقه لنا زميلنا «فيصل المويجد» في العدد ذاته من هذه الصحيفة وفي الصفحة التالية بالقول: «رئيس الفيصلي يؤكد أن أندية عدة ستشهر إفلاسها إذا لم تتدخل رعاية الشباب».. والأندية السعودية تطالب بمستحقات مالية ضائعة تتجاوز 40 مليون ريال.. وليست الأندية وحدها؛ بل الحكام لهم مستحقات متأخرة منذ ثلاثة مواسم وأكثر.. والكل يطالب رعاية الشباب!.. وكما لو كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تمتلك وزارة مالية خاصة بها تقدم لها ما تشاء!

لا شك أن هنالك سوء تقدير لبعض ميزانيات، وعجزا في فترات!.. ومتطلبات لم يتم توفيرها، والبعض رفض!.. لكن كل ذلك لا يعني المضي قدُما في تكرار تجارب سابقة، فمعالجة أخطاء الحاضر والماضي «لازمة» قبل الإسراع بدوران عجلة خصخصة أندية تعاني الديون هي واتحادها؛ بل إن بعضها مهدد بالإفلاس!

[email protected]